الأمم المتحدة: الذعر والفوضى والمعارك تمنع توزيع المساعدات من معبر كرم أبو سالم

الأمم المتحدة: الذعر والفوضى والمعارك تمنع توزيع المساعدات من معبر كرم أبو سالم

 

أعلنت الأمم المتحدة أن طواقمها لم تتمكن من توزيع المساعدات القادمة عبر معبر كرم أبوسالم، الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بسبب الفوضى والذعر المسيطرين على المدنيين في المنطقة.

وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية، فرحان حق، في تصريحات صحفية إن الأمم المتحدة رحبت بخطوة الجيش الإسرائيلي "وقف الهجمات من الخامسة صباحا إلى الرابعة مساء في المنطقة الممتدة من معبر كرم أبوسالم إلى طريق صلاح الدين ثم باتجاه الشمال في غزة".

وأورد أن هذا لم يترجم بعد إلى "وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين"، مضيفا أن المنطقة المذكورة "خطيرة للغاية".

وأكد حق أن "القتال ليس السبب الوحيد لعدم القدرة على استلام المساعدات"، في ظل انعدام حضور "الشرطة أو سيادة القانون في المنطقة ما يجعل نقل البضائع إلى هناك أمرا خطيرا للغاية".

ولفت إلى أن "الأمم المتحدة مستعدة للتعامل مع جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الناس في غزة.. وسنواصل العمل مع السلطات وقوات الأمن، في محاولة لمعرفة ما يمكن القيام به لتهيئة الظروف الأمنية".

وأوضح أنه "عندما تصل المساعدات إلى مكان ما، يكون هناك أناس يتضورون جوعا، ويشعرون بالقلق من أن هذا قد يكون آخر طعام يرونه. يجب أن يتأكدوا من أنه سيكون هناك تدفق منتظم للبضائع حتى لا يكون هناك ذعر عندما نصل إلى المنطقة".

وأضاف أن معبر رفح لا يزال مغلقا والوصول محدود عبر معبر كرم أبوسالم.

نحو 3500 طفل معرضون للموت

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تشكو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بسبب عدم قدرتها على إدخال المساعدات للمدنيين المحاصرين في القطاع نتيجة العمليات العسكرية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل بات ينذر بتفشي المجاعة بين الغزيين.

وكانت المنظمات الأممية والإنسانية تعتمد بشكل كبير على معبر رفح لإدخال الكميات الأكبر من مواد الإغاثة، لكن بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي عملية اجتياح المدينة، التي تؤوي أكثر من مليوني نازح، وسيطرته على المعبر، تم إغلاقه منذ ذلك الحين.

يأتي هذا في وقت أعلن فيه المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن "المجاعة تتسارع في القطاع"، مطالبا "بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف هذه الجريمة".

وحذّر المكتب من أن نحو 3500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية واللقاحات، المدرجة على قائمة إسرائيل للمواد الممنوع إدخالها للقطاع المحاصر.

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية يصران على إدخال 2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة إلى نفق المجاعة، وتكريس سياسة التجويع بحق الأطفال والمرضى، ومنع إدخال الغذاء والدواء، في أسلوب خطير وغير إنساني".

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 37 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 85 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية