الأمم المتحدة: تضرر عشرات الآلاف بإعصار بيريل في الكاريبي وتحذير من موسم خطير
الأمم المتحدة: تضرر عشرات الآلاف بإعصار بيريل في الكاريبي وتحذير من موسم خطير
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إعصار بيريل هو الأقوى في تاريخ المحيط الأطلسي خلال شهر يونيو، وقد خلف دمارا في غرينادا، وسانت فينسنت وجزر غرينادين يوم الاثنين ثم ضرب جامايكا يوم الأربعاء، وقد يؤثر أيضا على كل من بليز والمكسيك في الأيام القادمة.
قالت فانيسا هوغوينان مسؤولة اتصال في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن التقديرات تشير إلى أن حوالي 40 ألف شخص تأثروا في سانت فينسنت وجزر غرينادين، وأكثر من 100 ألف في غرينادا، و20 ألفا آخرين في جامايكا.
وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، أوضحت أن شركاء الأمم المتحدة أفادوا بأن الإعصار تسبب في أضرار جسيمة في جزيرتي كارياكو وبيتيت مارتينيك، حيث تضرر 70 في المائة و97 في المائة من المباني على التوالي، مؤكدة أن المكتب يواصل دعم السلطات ووكالة الطوارئ في منطقة البحر الكاريبي والعمل معها عن كثب لتقييم الدمار والاستجابة له.
وقالت إنه تم نشر فرق من المكتب الإقليمي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فضلا عن مديري الطوارئ من فريق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق الذين سيذهبون إلى بربادوس وجامايكا، علاوة على إمكانية إرسال فريق إضافي إلى بليز.
وأفادت بأنه تم توفير 4 ملايين دولار أمريكي من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ، لتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، كما يعكف المكتب على إطلاق نداء للاستجابة الإنسانية في وقت لاحق.
وساهم برنامج الأغذية العالمي في توفير تنسيق لوجستي للطوارئ، وأكد استعداده لدعم المجتمعات الأكثر تضررا بالمساعدات الغذائية أو النقدية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعرب عن الانزعاج الشديد إزاء الدمار الذي خلفه إعصار بيريل وأبدى تضامنه مع الحكومات والدول المتضررة من الكارثة، كما قدم تعازيه الصادقة للضحايا وأسرهم.
بداية لموسم طويل وخطير
وفي نفس المؤتمر الصحفي، قالت مديرة الكوارث لمنطقة البحر الكاريبي الناطقة بالإنجليزية والهولندية، لدى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ريا بيير، إن الاتحاد يشعر بالقلق إزاء التأثير الشديد لإعصار بيريل، الذي تطور بسرعة إلى إعصار تصل شدته إلى الفئة الخامسة في المحيط الأطلسي في هذا الوقت المبكر من العام.
وأضافت بيير، التي كانت تتحدث عبر الفيديو من بورت أوف سبين عاصمة ترينيداد وتوباغو، "للأسف، أصبحت هذه الأعاصير غير المسبوقة حقيقة جديدة لدول الكاريبي التي تواجه وطأة تغير المناخ".
وأوضحت أن فرق الصليب الأحمر على الأرض أكدت أن الأمطار والرياح المهددة للحياة التي تسبب فيها إعصار بيريل أثرت بشدة على السكان الأكثر ضعفا في غرينادا، وسانت فينسنت وجزر غرينادين، وبربادوس، وجامايكا.
كلير نوليس، من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لفتت إلى أن إعصار بيريل ضعف قليلا، ثم انتقل إلى المياه الدافئة ليكتسب قوة، وأنه عاد الآن إلى إعصار كبير من الفئة الثالثة وهو يتجه نحو شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
وأضافت أنه على مدار الأيام القليلة القادمة، سيستمر بيريل في التسبب في أضرار، محذرة من أنه "لم تكن هذه سوى البداية لما سيكون موسما طويلا وخطيرا للأعاصير".
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.