دول عربية وإسلامية تدين المجزرة الجديدة للجيش الإسرائيلي في "المواصي"

دول عربية وإسلامية تدين المجزرة الجديدة للجيش الإسرائيلي في "المواصي"

أدانت دول عربية وإسلامية استهداف الجيش الإسرائيلي مخيم "المواصي" في خان يونس بعد إعلانه منطقة آمنة للنازحين واللاجئين للاحتماء به بعيدا عن العمليات العسكرية، وهو ما أسفر عن مقتل 71 فلسطينيا، وإصابة 289 آخرين بينهم حالات خطيرة غالبيتهم من الأطفال والنساء، مؤكدين أنه يعد "خرقا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب تضاف إلى سجل جرائم إسرائيل".

في البداية أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المجازر البشعة التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وكان آخرها استهداف خيام النازحين في مواصي خان يونس، ومخيم الشاطئ، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

واعتبرت الخارجية في بيان صحفي نقلته وكالة «وفا»، اليوم السبت، أن هذه الجرائم دليل جديد يؤكد أن حرب إسرائيل المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين، وتكذب ادعاءاتها بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة، في استخفاف واضح بمسار العدالة الدولية وأوامرها وقراراتها، ودليل قاطع على أن الوقف الفوري للعدوان هو المدخل الصحيح لحماية المدنيين.

وطالبت الدول التي ما زالت تدعم إسرائيل في حربها، بصحوة ضمير وأخلاق، والضغط عليها لإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب فلسطين منذ 281 يوما، وإجبارها على الانصياع للقانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي السياق، أدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة اليوم السبت، قصف إسرائيل منطقة المواصي غرب خان يونس المليئة بالنازحين، بما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.

وطالبت مصر، إسرائيل بالكف عن الاستهانة بأرواح المواطنين المدنيين العزل، والتحلي بالمعايير الإنسانية الواجبة التزاماً بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددةً على أن تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن القبول بها تحت أي مبرر من المبررات.

وأكدت أن تلك الانتهاكات المستمرة في حق المواطنين الفلسطينيين تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين وسط صمتٍ وعجزٍ دولي مخزٍ.

كما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشد العبارات استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، واستهدافها الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين، وآخره استهداف قوات الجيش الإسرائيلي خيام نازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، في منطقة كانت إسرائيل قد صنفتها في وقت سابق بأنها آمنة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة، في بيان اليوم السبت، إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحديها للمجتمع الدولي والإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب، وارتكابها لجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعرقلتها لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع.

وشدد السفير القضاة، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وفاعل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وللمستشفيات والمنظمات الإغاثية التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم الخدمات الحيوية الأساسية للفلسطينيين في القطاع؛ الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبدورها، قالت وزارة الخارجية التركية، إن هجمات إسرائيل على منطقة المواصي المكتظة بالنازحين الفلسطينيين حلقة في سلسلة جهود حكومة بنيامين نتنياهو للقضاء على الفلسطينيين كافة.

وأضافت في بيان، اليوم السبت، أنّ هجوم إسرائيل على الفلسطينيين الذين يحتمون في منطقة المواصي، التي أعلنتها (منطقة آمنة) في مدينة خان يونس، هو مرحلة من جهود حكومة بنيامين نتنياهو للقضاء على الفلسطينيين كافة.

وتابعت: «على الدول التي تدعم إسرائيل أن تضع حدا لهذه الهمجية».

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 38 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 87 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية