تجمد أمواج البحر والحيوانات في الأرجنتين بسبب موجة الصقيع
تجمد أمواج البحر والحيوانات في الأرجنتين بسبب موجة الصقيع
تعاني بعض الدول في أمريكا اللاتينية من موجة صقيع غير عادية، حيث إن أمواج البحر أصبحت تتجمد في الأرجنتين، كما انتشر عدد من مقاطع الفيديو التي أظهرت تجمد الحيوانات في البلاد، حيث انخفضت درجة الحرارة إلى - 20 درجة مئوية، حسب ما قالت صحيفة الكوريو الأرجنتينية.
وأوضح الجيولوجي الأرجنتيني، خورخي راباسا، أن أمواج البحر التي من المفترض أنها لا تتجمد، أصبحت الآن تعاني من التجمد في الأرجنتين، حيث إنه عندما تنخفض درجات الحرارة، يتحول المشهد، مثل العشب المغطى ببطانية بيضاء بسبب الصقيع إلى قمم الجبال المغطاة بالثلوج.
في الأسابيع الأخيرة، جذبت مقاطعة تييرا ديل فويجو، جنوب الأرجنتين، انتباه الناس في جميع أنحاء العالم بسبب أمواج البحر التي يُفترض أنها متجمدة، ما الذي فتح النقاش، هل يمكن للمحيط أن يتحول إلى طبقة كبيرة من الجليد عندما يكون الجو باردا جدا؟
وقال راباسا، إنه يمكن أن تتجمد قطرات مياه البحر، مع الرياح القوية ودرجات الحرارة المنخفضة، وتعطي انطباعًا بوجود "أمواج متجمدة".
ويعترف الباحث بأن هذه الظاهرة المذهلة أكثر شيوعًا مما قد تبدو، ومع ذلك، يوضح أنه لكي يحدث ذلك، يجب أن يحدث في بيئات ذات ظروف مناخية شتوية مع درجات حرارة هواء منخفضة جدًا (حوالي - 10 درجة مئوية و- 20 درجة مئوية).
كما تجمد البط الذي كان يسبح في المياه، بينما عثر عامل ريفي في ترينكي لاوكوين على بطة صغيرة أخرى كانت عالقة في خزان الطاحونة بسبب الصقيع وكان عليه أن يساعدها.
وصورة أخرى تعكس حالة البلاد تظهر ثعلبا أصيب بالشلل بعد تجمده أثناء عبوره سياجا في باتاجونيا الأرجنتينية.
تسجل منطقة باتاجونيا الأرجنتينية أبرد شتاء منذ عام 1907 حيث وصلت درجات الحرارة إلى -25 درجة مئوية.، ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في هذا البلد أكثر في نهاية هذا الأسبوع.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".