موجة حر شديدة في إسبانيا تتجاوز الـ45 درجة.. والسلطات تحذر

موجة حر شديدة في إسبانيا تتجاوز الـ45 درجة.. والسلطات تحذر

ضربت موجة حر شديدة إسبانيا، حيث أصبحت درجات الحرارة تتجاوز الـ45 درجة مئوية، وتعتبر هذه موجة الحر الثانية التي تمر البلاد منذ بداية الصيف الجاري، ما أدى إلى رفع حالة التأهب الى الحمراء، وتحذر السلطات المواطنين من التعرض للشمس الحارقة، حسب ما قالت صحيفة "الاسبانيول" الإسبانية.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه وفقا لوكالة الأرصاد الجوية الحكومية ايميت فإن درجات الحرارة في الليل أصبحت تتجاوز الـ24 درجة مئوية، وستتركز هذه الحرارة الشديدة بشكل خاص في ست مقاطعات: ثلاثة في الأندلس، واثنتان في إكستريمادورا وواحدة في كاستيل لا مانشا، ستشهد حوالي أربعين بلدية يومًا شديد الحرارة.

ومن المتوقع أن تكون قرطبة وإشبيلية على رأس الموجة الحارة، وستشهد مجموعة كبيرة من المدن ارتفاعًا في موازين الحرارة فوق 42 درجة مئوية، وتصل إلى 45 درجة مئوية في بالما ديل ريو في قرطبة وإسيجا في إشبيلية.

وتتزايد المخاوف من وجود حرائق في الغابات بسبب الحرارة والجفاف، وأيضا سقوط ضحايا الحر مثلما حدث العام الماضي، حيث يمكن أن يكون لموجات الحرارة تأثيرات هائلة، خاصة بالنسبة لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية.

وفي العام الماضي 2023، توفي 3009 أشخاص في إسبانيا بين مايو وسبتمبر (66% في أغسطس) بسبب درجات الحرارة الزائدة، وفقًا لبيانات المركز الوطني لعلم الأوبئة التابع لمعهد كارلوس الثالث الصحي في مدريد، 90% من الوفيات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة كانت لأشخاص يبلغون من العمر 74 عامًا أو أكثر. 

وبحسب التقرير، خلال الصيف الماضي "كانت نوبات ارتفاع درجات الحرارة متكررة، مع ملاحظة أربع موجات حارة في شبه الجزيرة الأيبيرية وجزر البليار".

وفقًا لبيانات وكالة الأرصاد الجوية الحكومية، كان صيف 2023 هو ثالث أدفأ صيف في إسبانيا منذ بدء التسجيل (1961)، بعد صيف 2022 و2003، وبالتالي، كان أيضًا ثالث أدفأ صيف في القرن الحادي والعشرين.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية