مع بداية أغسطس.. استمرار حرائق الغابات في أوروبا وسط موجة الحر

مع بداية أغسطس.. استمرار حرائق الغابات في أوروبا وسط موجة الحر

يعاني جزء كبير من أوروبا من ارتفاع درجات الحرارة مع بداية شهر أغسطس، وتشعر بعض البلدان بتأثيرات الطقس أسوأ من غيرها مع استمرار اشتعال حرائق الغابات، وفي روما دمر حريق غابات كبير محمية مونتي ماريو الطبيعية، حسب ما قالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.

وأوضحت الصحيفة، أن رجال الإطفاء كانوا يسقطون المياه من طائرات الهليكوبتر على النيران في المنطقة الجبلية، بينما تم إجلاء العديد من السكان مع اقتراب النيران من المباني المجاورة.

ولم تكن الحرائق بعيدة عن استوديوهات التلفزيون العام الإيطالي RAI، في شارع تيولادا، في روما، وعلى بعد 2.5 كيلومتر فقط من كاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيكان.

وفي ألبانيا، استمرت حرائق الغابات مشتعلة، وكانت مدينة شينجين الساحلية، كان الوضع أكثر خطورة.

وتمكن المئات من رجال الإطفاء والجنود والمتطوعين الألبان من السيطرة على حريق كبير أدى إلى تدمير سقف وبارين على الشاطئ، مما تسبب في فرار الزوار في حالة من الذعر.

وساعدت مروحية من طراز كوجار تابعة للجيش الألباني وطائرتان إيطاليتان من طراز كنداير، وهي جزء من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، في إنقاذ المدينة الساحلية من النيران.

وفي مقدونيا الشمالية المجاورة، اندلع حريق كبير شرق سفيتي نيكولا، وتم استخدام مروحية عسكرية وثلاث طائرات إير تراكتور لإخماد الحريق، وفي قرية كوكوشينجي النائية، الواقعة بين سفيتي نيكول وبروبيستيب، توفي رجل مسن نتيجة استنشاق الدخان، بعد أن اشتعلت النيران في القرية؛ وتمكن رجال الإطفاء من إنقاذ زوجته.

وأكد رئيس الوزراء هريستيجان ميكوسكي، أن هناك عددًا كافيًا من رجال الإطفاء وأفراد الجيش ووزارة الداخلية للسيطرة على الحرائق، على الرغم من أنها بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وأرسلت صربيا طائرتي هليكوبتر إلى مقدونيا الشمالية للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات الخطيرة المنتشرة بالقرب من دير بروهور بسينيسكي على الحدود بين البلدين.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية