"إنستغرام" في تركيا يسبب خسائر بالملايين لقطاعات مختلفة

"إنستغرام" في تركيا يسبب خسائر بالملايين لقطاعات مختلفة

لا يزال حجب منصة "إنستغرام" ساريا في تركيا لليوم الخامس على التوالي، حيث يدق صانعو محتوى وخبراء تجارة إلكترونية ناقوس الخطر، بناء على الأرقام والإحصائيات بشأن الخسائر والتداعيات الناجمة عن الحظر.

وبعد أن التقى بمسؤولين عن المنصة المملوكة لشركة "ميتا"، الاثنين، قال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورا أوغلو، الاثنين، للصحفيين إنه "يوجد قوانين ولوائح تتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي.. والمنصات ذات التمثيل في تركيا يجب أن تمتثل للقواعد".

وأشار الوزير إلى أن سلطات بلاده حذرت "إنستغرام" من جرائم يمكن تطبيق بعض تدابير الحماية لمنع وقوعها، وأضاف مستدركا أن قرار الحجب اتخذ لأنه "لم يكن هناك استجابة".

ورغم التصريحات التي أدلى بها أورا أوغلو، وهي الأولى من نوعها من جانب جهة رسمية، تواصل وسائل إعلام ربط قرار الحجب بالمنشورات الخاصة بالتعزية بمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

ويسود اعتقاد بأن حجب المنصة جاء في أعقاب انتقاد وجهه رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، لـ"إنستغرام" بسبب حذف منشور له يقدم فيه التعازي بمقتل هنية في طهران.. ومع ذلك، يؤكد المسؤولون في البلاد أن الأسباب تذهب باتجاه آخر.

وتحدث وزير العدل التركي، يلماز تونج، الثلاثاء، عن "قائمة جرائم"، بينها التحريض على الاعتداء الجنسي على الأطفال، وجرائم الإرهاب، والجرائم ضد مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى أتاتورك، والرهانات غير القانونية.

وقال في مؤتمر صحفي: "ستلتزم منصات التواصل الاجتماعي التي تبث في تركيا بقوانين بلدنا. لا يتمتع أحد بأي امتيازات.. يتعين على الدولة أن تقوم بدورها في منع الجرائم على الإنترنت، واستخدمت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات صلاحياتها".

والهيئة المذكورة تتبع لوزارة النقل، فيما ترك تونج الباب مفتوحا أمام "إنستغرام"، موجها رسالة مفادها: "إذا قامت شركة التواصل الاجتماعي (ميتا) بإلغاء تنشيط المنشورات التي ذكرتها الهيئة كسبب للإغلاق، فسيتم حل المشكلة".

أضرار اقتصادية

وفقا لبيانات موقع "Statista"، فإن هناك ما يقرب من 58 مليون مستخدم لمنصة "إنستغرام" في تركيا، وذلك حتى شهر فبراير لعام 2024... وبالاستناد إلى تلك البيانات، تعد تركيا خامس دولة من حيث عدد مستخدمي المنصة في العالم.

وبينما تحتل الهند المرتبة الأولى بعدد مستخدمين يبلغ 363 مليون مستخدم، تأتي الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعدد مستخدمين يبلغ 167 مليون مستخدم، فيما جاءت البرازيل ثالثة بواقع 101 مليون مستخدم.

ويوضح تقرير توقعات التجارة الإلكترونية للشركات الصغيرة والمتوسطة في تركيا، الذي تم إعداده بالتعاون بين "أمازون تركيا" و"برايس ووترهاوس كوبرز تركيا"، أنه من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي وسائل التواصل في البلاد إلى 76.59 مليون بحلول عام 2027.

وفي هذا الصدد، قال رئيس وكالة تخطيط إسطنبول (IPA)، بورا غوكشه، عبر منصة "إكس"، الثلاثاء، إن التكلفة اليومية لإغلاق إنستغرام في البلاد تبلغ 1.9 مليار ليرة تركية (56.5 مليون دولار).

وقال إن "الشركات تصل إلى عملائها عبر إنستغرام وتقدم خدمات المبيعات وما بعد البيع. وبالتالي في كل يوم تظل فيه المنصة معطلة، تواجه هذه الجهات مشكلة في تقديم خدمات المبيعات وما بعدها".

وبالنظر إلى وجود ما يقرب من 50 مليون مستخدم للمنصة في تركيا، فإن ذلك يعني أن "أكبر سوق في البلاد على الإنترنت هو إنستغرام"، ويضيف غوكشه: "لهذا السبب تخصص مواقع التجارة الإلكترونية ميزانيات كبيرة للتسويق عبره".

وتنفذ العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستثمر في التجارة الإلكترونية أنشطة التسويق والمبيعات الخاصة بها من خلال إعلانات إنستغرام بدلا من دفع العمولات لمواقع التجارة الإلكترونية.

ويؤكد رئيس وكالة تخطيط إسطنبول أن "تركيا تدفع ما قيمته 1.9 مليار ليرة بسبب انخفاض حجم التجارة الإلكترونية، وفي كل يوم يتم فيه إغلاق المنصة".

ويتابع: "إذا لم تهيمن العدالة والكفاءة والجدارة والعقل والمنطق على الإدارة، فإن تركيا ستصبح فقيرة. يجب على الجميع أداء واجباتهم بشكل صحيح".

"الحقيقة أعمق بكثير"

وفي غضون ذلك، اعتبر منشئ المحتوى الرقمي في تركيا، أوزان سيهاي، في تدوينة عبر "إكس" أن "الحقيقة أعمق بكثير" عندما ننظر إلى الآثار السلبية التي يخلفها الحجب على العديد من القطاعات والأفراد.

واستعرض سيهاي قائمة من المتأثرين بقرار الحجب وهم:

المعلنون والفنانون والمهنيون والشركات الصغيرة والعلامات التجارية الكبرى والمؤسسات العامة وقطاع السياحة وقطاع التعليم والمعلومات والجمعيات الخيرية

ويؤكد صانع المحتوى الرقمي، سيهاي، أن استمرار حجب إنستغرام "سيوجه ضربة خطيرة للاقتصاد" في تركيا.

بدوره، يشير نائب رئيس مجلس إدارة "جمعية مشغلي التجارة الإلكترونية"، إمري إكمكجي، إلى أن 10 بالمئة من إجمالي التجارة الإلكترونية في البلاد تتم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف لوسائل إعلام تركية بينها قناة "TELE1" أن "منصة إنستغرام هي أحد أهم القنوات في تركيا"، وأن الاقتصاد الجدي في البلاد يتطور عبرها.

وزاد: "هناك نماذج أعمال واستثمارات تدور حول هذه المنصة… وقرار الحجب لا يخلق بيئة إيجابية".

أرقام الحكومة

بحسب "تقرير توقعات التجارة الإلكترونية في تركيا"، الذي نشرته وزارة التجارة بتاريخ 27 يونيو 2024، وصل حجم التجارة الإلكترونية في تركيا إلى 1.85 تريليون (57.5 مليار دولار) ليرة عام 2023.

ووفقا للتقرير ذاته، فمن المتوقع أنه بحلول نهاية عام 2024، سيتضاعف حجم التجارة الإلكترونية تقريبا ليصل إلى 3.4 تريليون ليرة (ما يقرب من 105 مليارات دولار)، وما يقرب من 7 مليارات معاملة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية