"واشنطن بوست": حزب الله لا يتراجع ويستعد لحرب مع إسرائيل رغم الهجمات المميتة
"واشنطن بوست": حزب الله لا يتراجع ويستعد لحرب مع إسرائيل رغم الهجمات المميتة
يبدو أن حزب الله في لبنان لن يتراجع ويستعد لحرب مع إسرائيل، رغم الهجمات المميتة التي تشنها الأخيرة خلال الفترة الماضية على أراضي لبنان وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها الأحد أن حزب الله يستمد قوته من مكانته؛ كقوة عسكرية لا مثيل لها في لبنان، بسبب ترسانتها الضخمة من الأسلحة وعشرات الآلاف من الرجال المسلحين.
وترى الصحيفة أنه بعد مرور 10 أشهر من دخوله الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، يبدو أن حزب الله لم يتراجع بعد تلقيه ضربات موجعة من الضربات الإسرائيلية ومقتل ما يقرب من 400 مقاتل وقائد، موضحة أنه لم يوقف ضرباته على شمال إسرائيل إلا مرة واحدة، في نوفمبر الماضي.
وتابعت أنه في الفترة الأخيرة، صعد حزب الله من شدة هجماته ووسع قائمة أهدافه لتشمل البلدات الإسرائيلية التي قال إنه لم يضربها من قبل؛ ليزعج إصرار حزب الله الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، خاصة أن الجهود الأمريكية لدرء الحرب الإقليمية -والتي من المحتم أن تشارك فيها- تضمنت محاولات فاشلة للتوسط في وقف إطلاق النار في كل من لبنان وقطاع غزة، فيما قال حزب الله إنه لا يريد الحرب لكنه لن يتوقف عن إطلاق النار إلا عندما يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وسلطت الصحيفة الضوء على البيان المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة ومصر وقطر الخميس الماضي عندما حثوا على ضرورة استئناف المفاوضات، مشددة على ضرورة الاتفاق في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لرد انتقامي من حزب الله وإيران لمقتل أحد كبار قادة حزب الله في ضواحي بيروت وزعيم حماس في طهران.
وتابعت الصحيفة أنه مع انتشار المعاناة في لبنان، حاول حزب الله تهدئة المعارضة لعملياته العسكرية من خلال القول بأن تكتيكاته حدت من انتشار العنف ومنعت معاركه مع إسرائيل من التحول إلى صراع أوسع نطاقًا.
ونقلت الصحيفة عن مايكل يونج -كبير المحررين في مركز كارنيجي للشرق الأوسط ومقره بيروت- قوله إن حصر القتال إلى حد كبير في مناطق الحدود الجنوبية للبنان أثار مشكلة أقل مما كان ليحدث لو بدؤوا صراعا كبيرا، موضحا أن هناك حالة انفصال في لبنان بين الدمار الذي خلفته الضربات الإسرائيلية في الجنوب والواقع في أماكن أخرى من البلاد حيث تستمر الحياة.
وبسبب هذا الانفصال، فضلًا عن الاشمئزاز المشترك على نطاق واسع في لبنان من "وحشية" الهجوم الإسرائيلي على غزة، تمكن حزب الله من "كبح جماح السخط"، على حد قوله.
لكن عضوا مستقلا في البرلمان اللبناني إبراهيم منيمنة، قال إن حصيلة الحرب في جنوب لبنان كانت شديدة بما يكفي للتشكيك في استراتيجية حزب الله، مضيفا: "لا أعتقد أنهم كانوا قادرين على حماية لبنان من خلال ما اعتادوا أن يسموه معادلة الردع"، في إشارة إلى فكرة مفادها أن إسرائيل ولا حزب الله يريدان التصعيد إلى ما بعد نقطة معينة.
وذكرت الصحيفة أن الحفاظ على التوازن الذي سعى إليه حزب الله؛ أصبح أكثر صعوبة بعدما زادت المخاوف من احتمال تصاعد الأعمال العدائية في أواخر يوليو الماضي، بعد ضربة أسفرت عن مقتل 12 طفلًا في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث ألقت إسرائيل والولايات المتحدة اللوم على حزب الله، الذي نفى مسؤوليته.. وبعد بضعة أيام، مزق صاروخ إسرائيلي مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت مما أدى إلى مقتل فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، و6 أشخاص آخرين على الأقل، بمن في ذلك طفلان.
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قوله -في خطاب يوم الثلاثاء الماضي- "لم نذهب إلى التصعيد، لكن الإسرائيليين هم الذين اختاروا هذا التصعيد مع لبنان".
ووفقا للصحيفة، تسبب هذا التصعيد في إلحاق الضرر بالمنازل والمزارع اللبنانية على طول الحدود مع إسرائيل، بعد أشهر من المعارك التي تفوقت فيها الضربات الإسرائيلية على تلك التي شنها حزب الله، وقد نزح أكثر من 100 ألف شخص بسبب القتال، الذي أسفر عن مقتل 114 مدنيًا وغير مقاتل في لبنان.
كما اعترف إبراهيم الموسوي، النائب البرلماني اللبناني عن حزب الله، بأن المعاناة في الجنوب والنزوح الجماعي قد فرضا ضغوطًا على الحركة.
فلبنان، في خضم أزمة اقتصادية طويلة اتسمت بارتفاع التضخم وانتشار الفقر، بالكاد قادر على مساعدة النازحين، ناهيك عن تصور إعادة بناء المناطق التي دمرها الصراع دون مساعدات خارجية ضخمة.
لكن منيمنة قال إن الأمر كان على جميع اللبنانيين، وليس حزبا واحدا، "أن يجتمعوا معا ويناقشوا أفضل السبل لتحقيق هذه الأهداف، وحماية البلاد وفي الوقت نفسه دعم القضية الفلسطينية".