"حرييت": حرائق الغابات في إزمير مستمرة لليوم الرابع على التوالي
"حرييت": حرائق الغابات في إزمير مستمرة لليوم الرابع على التوالي
أفادت صحيفة "حرييت" باستمرار حرائق الغابات بمدينة إزمير غربي تركيا لليوم الرابع على التوالي، مشيرة إلى أن الرياح تؤجج الحرائق وتعيق عمل فرق الإطفاء.
وذكرت الصحيفة نقلا عن وزير الزراعة والغابات إبراهيم يومقلي أن 8 حرائق نشطة تشتعل حاليا في المنطقة، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.
ونقلت الصحيفة التركية عن وزير الداخلية علي يرلي كايا، أن الشرطة اعتقلت 5 أشخاص بشبهة تورطهم في الحرائق التي تجتاح البلاد.
وأشارت إلى أنه تم إجلاء 4159 شخصا من إزمير بسبب الحرائق.
غابات متفحمة
واحترقت مبانٍ عدة ومركبات في المنطقة الصناعية في أورنيكوي، في الضاحية الشمالية لإزمير، حسب مشاهدات وكالة فرانس برس. وتواصل تصاعد الدخان الرمادي خلف المنطقة الصناعية حيث كان الإطفائيون لا يزالون يحاولون السيطرة على النيران.
وقالت حنيفة أربيل (48 عاما) التي كانت تجمع نفايات بلاستيكية وورقا لكسب رزقها، لفرانس برس "الحرائق مستمرة منذ ثلاثة أيام. لا نعرف ماذا نفعل. يقع مكان عملنا في قلب الحريق. لقد فقدنا مصدر رزقنا".
وقال إطفائي من إزمير يدعى أرجين إيرول "الجميع يعملون بجد. أنا حاليا في الساعة السادسة والثلاثين من الخدمة يمكننا القول إن النيران تحت السيطرة جزئيا".
وبين أورنيكوي وسانجاكلي، وهي منطقة أخرى تضررت من الحريق، أصبحت القمم التي كانت تكسوها غابات الصنوبر متفحمة.
وقال أيهان وهو سائق سيارة أجرة "كان هذا طريقا جميلا تفوح فيه رائحة الصنوبر. هذا يجعلني أرغب في البكاء".
وكانت ثلاث مروحيات منعت من التحليق ليل الجمعة بسبب الرياح القوية، تعمل على رش المياه على قمم سانجاكلي.
وتضرر 16 مبنى بسبب الحرائق، ما أثر على 78 شخصا، اضطر 29 منهم إلى دخول المستشفى، حسب ما أعلنت وزارة الصحة التركية. وقال وزير الداخلية إنه تم إجلاء 900 من سكان المناطق الخمس المتضررة خلال الليل.
ولم يتم الإبلاغ عن إصابات بالغة بين السكان، لكن عددا من الحيوانات البرية والقطط والكلاب قد نفق.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.