أزمة المركزي الليبي.. مجهولون يختطفون مدير مكتب المحافظ و3 موظفين
أزمة المركزي الليبي.. مجهولون يختطفون مدير مكتب المحافظ و3 موظفين
أفادت وسائل إعلام ليبية الاثنين، بأن مسلحين مجهولين خطفوا مدير مكتب محافظ مصرف ليبيا المركزي راسم النجار و3 موظفين بالمصرف، وذلك في خضم أزمة حول تعيين محافظ جديد.
ونقلت وكالة "بوابة الوسط" الليبية عن أحد أفراد عائلة النجار أن العائلة فقدت التواصل معه.
وتحيط أزمة بمصرف ليبيا المركزي بعد إعلان المجلس الرئاسي الأحد الماضي تسمية محافظ جديد وإعادة تشكيل مجلس إدارة المصرف وهو ما رفضه مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
وبينما أعلن مصدر في المجلس الرئاسي أن إجراءات تسليم وتسلم مجلس إدارة المصرف المركزي الجديد جرت في تمام الساعة 12.30 من ظهر الأحد "بشكل سلمي وسلس" عبر لجنة التسليم الإداري، وجه محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، بلاغا إلى النائب العام وصف فيه "محاولة مجموعة اقتحام مقر المصرف" بصحبة لجنة التسليم والتسلم، المشكلة من المجلس الرئاسي، بمثابة "تهديد خطير لأهم مؤسسة مالية"، محذرا من "آثار سلبية لذلك في الداخل والخارج".
ويوم الأحد الماضي، أعلن المجلس الرئاسي تعيين محمد الشكري محافظا جديدا للمركزي، وإقالة المحافظ الحالي الصديق الكبير، وهو ما سارع مجلس النواب وكذلك المجلس الأعلى للدولة لرفضه، مؤكدين أن تعيين المحافظ من اختصاصاتهما، وليس اختصاص المجلس الرئاسي.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح على أن البرلمان قرر استمرار الصديق الكبير في منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي لضمان استكمال عملية توحيد المصرف.
الأزمة الليبية
غرقت ليبيا في الفوضى في أعقاب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتتنازع على السلطة فيها حكومتان متنافستان، وهو وضع سبق أن شهدته البلاد بين عامي 2014 و2021، من دون أن تلوح في الأفق حتى الآن أي بارقة أمل باحتمال انفراج الأزمة السياسية قريباً.
وتشهد ليبيا انقساما بوجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس يرأسها عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلّا إلى حكومة منتخبة.
أمّا الحكومة الثانية فتسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
وتعيش ليبيا حالة من الترقب للمشهد السياسي المتأزم وما سيسفر عنه من نتائج على حالة الاستقرار ومعالجة أزمات الأمن الاقتصادي والاجتماعي في ليبيا، وذلك منذ أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، يوم 22 ديسمبر 2021، رسمياً، عن تأجيل عملية الاقتراع التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر من نفس العام.
وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات في ديسمبر 2021 كجزء من عملية سلام بقيادة الأمم المتحدة، تهدف إلى إخراج البلاد من أزمة معقدة نشأت بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
غير أن الخلافات بين الفرقاء السياسيين، لا سيما على القانون الانتخابي، أدت إلى تأجيلها إلى أجل غير مسمى، علما بأن المجتمع الدولي كان يعلّق عليها آمالا كبيرة لتحقيق الاستقرار في البلاد وعلاج الأزمات الإنسانية المتفاقمة.