"السلطة القضائية لن تسقط".. آلاف المكسيكيين يحتجون على تعديل قضائي مقترح
"السلطة القضائية لن تسقط".. آلاف المكسيكيين يحتجون على تعديل قضائي مقترح
ردا على اقتراح لتعديل قانون خاص بالسلطة القضائية قدمه الرئيس المكسيكي، تظاهر آلاف المواطنين رفضا للمقترح الجديد، معتبرين أنه محاولة لإسقاط السلطة القضائية في البلاد.
وشارك آلاف المواطنين، معظمهم من موظفي الإدارة القضائية وطلاب القانون في المكسيك، في تظاهرة حاشدة انطلقت من العاصمة مكسيكو ضد مشروع إصلاحي يرمي إلى انتخاب القضاة من خلال "تصويت شعبي"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
جاءت التظاهرة الشعبية قبل ساعات من مناقشة مجلس الشيوخ للمقترح الجديد الذي قدمه الرئيس المنتهية ولايته، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بعد أن اعتمده مجلس النواب الذي يحظى الحزب الرئاسي وحلفاؤه بالأغلبية المطلقة فيه.
وردد المتظاهرون هتافات تؤكد ضمان استقلال السلطة القضائية في البلاد، وكان من بين الهتافات التي رددها المتظاهرون خلال مسيرتهم التي اتجهت إلى مجلس الشيوخ "السلطة القضائية لن تسقط".
ويرمي التعديل الجديد الذي تقدم به الرئيس المكسيكي، لوبيز أوبرادور، إلى انتخاب القضاة بتصويت شعبي، بما في ذلك أعضاء المحكمة العليا في البلاد.
ودخل الرئيس المكسيكي في صراع مع السلطة القضائية مؤخرا، وكشفت منظمات حقوقية غير حكومية، عن أن رئيس المكسيك الذي تقترب شعبيته من 70%، يتهم القضاة بالتواطؤ مع الجماعات الإجرامية والفاسدين، محملا القضاة في البلاد مسؤولية إفلات أكثر من 90% من مرتكبي الجرائم من العقاب.
ويتهم الرئيس أوبرادور، الذي ينتظر أن يسلم السلطة للرئيسة المنتخبة كلوديا شينباوم، المنتمية لحزبه، في الأول من أكتوبر المقبل، قضاة المحكمة العليا بأنهم أصبحوا حلفاء للمعارضة، وذلك بعد أن أعاقت المحكمة بعض الإصلاحات التي اقترحها.
ويرى المعارضون للمقترح الجديد المقدم من الرئيس المكسيكي، وبينهم الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية، أنه سيؤدي لتقويض استقلال السلطة القضائية، لافتين إلى أن تجار المخدرات يمكنهم السيطرة على القضاة إذا نجحوا في التدخل بالانتخابات.
لوبيز أوبرادور
أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، هو سياسي مكسيكي يشغل حاليًا منصب رئيس المكسيك منذ 1 ديسمبر 2018، ويعتبر من الشخصيات السياسية البارزة في المكسيك، ويمثل حزب مورينا (حركة التجديد الوطني)، الذي ينتمي إلى اليسار التقدمي.
بدأ لوبيز أوبرادور مسيرته السياسية في السبعينيات ضمن حزب الثورة الديمقراطية اليساري، وأصبح معروفًا بتوجهاته التقدمية ونقده للفساد، خاض الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات قبل أن يفوز في عام 2018، بعد محاولات سابقة في 2006 و2012.
خلال فترة عمله في حزب الثورة الديمقراطية، شغل منصب عمدة مكسيكو سيتي (2000-2005)، حيث نال شهرة كبيرة بفضل سياسته الاجتماعية وإصلاحاته لصالح الفئات الفقيرة.
يتبنى لوبيز أوبرادور خطابًا يعزز العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد، والحد من الفقر، ويُعرف بتوجهه ضد ما يراه نخبويّة وإسراف الحكومة، وغالبًا ما يشير إلى سياسات اقتصادية تهدف إلى تقليل الفوارق الاجتماعية وإعطاء الأولوية للطبقات الأكثر فقرًا.