بعد مظاهرات حاشدة.. اقتحام مجلس الشيوخ المكسيكي يوقف مناقشة "الإصلاح القضائي"

بعد مظاهرات حاشدة.. اقتحام مجلس الشيوخ المكسيكي يوقف مناقشة "الإصلاح القضائي"

في تصعيد غير مسبوق، اقتحم متظاهرون معارضون لمشروع قانون إصلاح النظام القضائي المكسيكي، مقر مجلس الشيوخ في العاصمة مكسيكو سيتي يوم الثلاثاء، ما أجبر المشرّعين على تعليق مناقشة المقترح الرئاسي الذي ينادي بإصلاحات جوهرية في نظام العدالة بالبلاد.

وتمكن المحتجون، الذين تجمعوا في البداية خارج مقر المجلس التشريعي، من تجاوز الحواجز الأمنية واقتحام المبنى، ما أدى إلى إغلاق جلسة مجلس الشيوخ بشكل مفاجئ، وفق وكالة "فرانس برس". 

في أعقاب هذا الاقتحام، أعلن رئيس المجلس، جيراردو فرنانديز نورونيا، عن تعليق المناقشات وأوضح أنه سيتم استئناف الجلسة في موقع بديل.

وفي منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، ذكر فرنانديز نورونيا أنه قد أعطى تعليمات للأجهزة البرلمانية لنقل الجلسة إلى مقر سابق لمجلس الشيوخ، على أن تبدأ في الساعة السابعة مساءً بتوقيت المكسيك، والتي تتزامن مع الساعة الأولى من فجر الأربعاء بتوقيت غرينيتش.

يأتي هذا التصعيد في ظل تزايد الاحتجاجات ضد مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس النواب، حيث يتمتع الحزب الرئاسي وحلفاؤه بأغلبية مريحة. 

ويهدف المشروع الذي يقترحه الرئيس المكسيكي المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إلى إدخال تغييرات جذرية على نظام القضاء من خلال تطبيق نظام انتخابي مباشر للقضاة، بمن في ذلك أعضاء المحكمة العليا، عبر "تصويت شعبي".

ويتهم الرئيس لوبيز أوبرادور، الذي تتجاوز شعبيته 70%، القضاة بالتواطؤ مع الفاسدين والجماعات الإجرامية، ويحمّلهم مسؤولية ارتفاع معدلات الإفلات من العقاب، حيث تُشير إحصائيات منظمات غير حكومية إلى أن أكثر من 90% من الجرائم لا يتم التحقيق فيها بشكل جاد. 

كما يتهم الرئيسُ أوبرادور المحكمةَ العليا بالتحالف مع المعارضة بعد أن أعاقت بعض الإصلاحات التي اقترحها في مجالات الطاقة والأمن.

ومع ذلك، يواجه مشروع القانون انتقادات قوية، خاصة من الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية، التي تحذر من أن التعديلات المقترحة قد تقوض استقلال القضاء وتفتح المجال أمام تدخل تجار المخدرات في الانتخابات القضائية، ما قد يؤدي إلى تسييس النظام القضائي بشكل خطير.

لوبيز أوبرادور

أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، هو سياسي مكسيكي يشغل منصب رئيس المكسيك منذ 1 ديسمبر 2018، ويعتبر من الشخصيات السياسية البارزة في المكسيك، ويمثل حزب مورينا (حركة التجديد الوطني)، الذي ينتمي إلى اليسار التقدمي. 

بدأ لوبيز أوبرادور مسيرته السياسية في السبعينيات ضمن حزب الثورة الديمقراطية اليساري، وأصبح معروفًا بتوجهاته التقدمية ونقده للفساد، خاض الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات قبل أن يفوز في عام 2018، بعد محاولتين في 2006 و2012.

خلال فترة عمله في حزب الثورة الديمقراطية، شغل منصب عمدة مكسيكو سيتي (2000-2005)، حيث نال شهرة كبيرة بفضل سياسته الاجتماعية وإصلاحاته لصالح الفئات الفقيرة.

يتبنى لوبيز أوبرادور خطابًا يعزز العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد، والحد من الفقر، ويُعرف بتوجهه ضد ما يراه نخبويّة وإسراف الحكومة، وغالبًا ما يشير إلى سياسات اقتصادية تهدف إلى تقليل الفوارق الاجتماعية وإعطاء الأولوية للطبقات الأكثر فقرًا.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية