دمر جسوراً ومنازل.. ارتفاع حصيلة الإعصار ياغي في فيتنام إلى 63 قتيلاً
دمر جسوراً ومنازل.. ارتفاع حصيلة الإعصار ياغي في فيتنام إلى 63 قتيلاً
في حصيلة جديدة لضحايا الإعصار ياغي العنيف، أعلنت الحكومة الفيتنامية، اليوم الثلاثاء، أنّ حصيلة الإعصار الذي ضرب البلاد في نهاية الأسبوع الماضي ارتفعت إلى 63 قتيلاً بالإضافة إلى 40 مفقودا، لا يزال البحث عنهم جاريا.
وفي تقرير لها، قالت هيئة الإغاثة من الكوارث الطبيعية، إنّ الفيضانات والانهيارات الأرضية التي تسبب فيها الإعصار ياغي، أسفرت عن إصابة 752 شخصا آخرين بإصابات متفرقة، وفق وكالة فرانس برس.
الإعصار ياغي الذي دخل الأراضي الفيتنامية صباح السبت الماضي، بالقرب من هايفونغ قبل أن تتراجع حدته مساء الأحد هو وفقاً لخبراء الأرصاد الجوية الإعصار الأقوى الذي ضرب خلال الثلاثين عاما الأخيرة.
أدى الإعصار ياغي إلى انهيار جسور واقتلاع أسطح منازل، كما ألحق أضرارا بعدد من المصانع واقتلع العديد من الأشجار، بعدما تجاوزت سرعة الرياح المصاحبة له 149 كم/ساعة لدى وصوله أراضي فيتنام.
ووصل منسوب مياه الفيضانات، صباح اليوم الثلاثاء، في بعض أنحاء مدينتي ين باي وتاي نغوين، إلى أسطح بعض المنازل المكونة من طابق واحد، وفي العاصمة هانوي، أمرت السلطات بإجلاء سكّان بسبب الفيضانات التي أغرقت الشوارع واقتحمت البيوت.
وعبر الكثير من المواطنين عن حزنهم للخسائر التي تسبب فيها الإعصار، حيث قال فان ثي تويت، البالغ من العمر (50 عاما)، والذي يعيش بالقرب من النهر الأحمر "لقد فقدتُ كلّ شيء، واضطررنا للجوء إلى الطابق العلوي لإنقاذ حياتنا.
وأضاف المواطن الفيتنامي، "لم نتمكن من أخذ أيّ شيء من أثاثنا، فقد غمرت المياه كل شيء الآن، ولم يتبق لنا شيء".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".