"دمرت عشرات المنازل".. تواصل جهود احتواء حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا

"دمرت عشرات المنازل".. تواصل جهود احتواء حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا

تتواصل جهود رجال الإطفاء في جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية لمواجهة حرائق الغابات المدمرة التي تندلع على عدة جبهات، مما أدى إلى تدمير منازل وإجلاء عشرات الآلاف من السكان.

وأوضح مسؤولو الإطفاء أن الظروف الصعبة، بما في ذلك التضاريس المنحدرة والوعرة وضعف الرؤية، تسببت في إعاقة جهودهم للسيطرة على النيران، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط. 

وزادت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة من حدة المشكلة، مما جعل مهمة السيطرة على الحرائق أكثر تعقيداً.

وخلال الأيام الأخيرة، التهمت الحرائق الرئيسية الثلاثة التي تركزت في الولاية أكثر من مائة ألف فدان من الأراضي، مما يعكس الحجم الكبير للأضرار التي لحقت بالمنطقة. 

تسببت هذه الحرائق في تدمير العديد من المنازل وفرضت حالة من الطوارئ على السكان الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بحثاً عن أمان بعيداً عن النيران.

يواجه رجال الإطفاء تحديات هائلة في محاولاتهم لإخماد النيران، حيث يتمثل أحد أبرز التحديات في التغيرات السريعة في الطقس والظروف البيئية التي تساهم في انتشار الحرائق. 

في ظل هذه الظروف، تعمل الفرق على مضاعفة جهودها لتأمين المناطق المتضررة ومنع تفاقم الوضع.

الحرائق في كاليفورنيا ليست مجرد كارثة طبيعية، بل هي أيضاً أزمة إنسانية تتطلب استجابة منسقة وشاملة من مختلف الجهات الحكومية والإنسانية لضمان سلامة السكان وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية