"بسبب الأمطار الغزيرة".. توقف حركة القطارات وانقطاع الكهرباء في التشيك
"بسبب الأمطار الغزيرة".. توقف حركة القطارات وانقطاع الكهرباء في التشيك
أعلنت السلطات التشيكية، اليوم السبت، عن توقف حركة القطارات في عدد من خطوط السكك الحديدية وانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف الأسر، نتيجة استمرار الهطول الغزير للأمطار الذي يجتاح معظم مناطق البلاد.
ويثير هذا الوضع مخاوف من وقوع فيضانات مدمرة قد تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين والبنية التحتية في التشيك، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وبدأت السلطات التشيكية بالفعل في تنفيذ إجراءات طارئة لمواجهة الأزمة، وفقاً لراديو "براغ الدولي".
في بلدية "بيسكوبكي" الواقعة في منطقة "جنوب مورافيا"، تم إجلاء 125 شخصاً من منازلهم كإجراء احترازي تحسباً لحدوث فيضانات محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، أقيمت حواجز وتم وضع أكياس الرمل في المناطق ذات المخاطر العالية لاحتواء المياه ومنعها من اجتياح المناطق السكنية.
وحذر الخبراء في مجال الطقس من أن الوضع قد يزداد سوءاً خلال الأيام القادمة، حيث من المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 100 كيلومتر في الساعة.
وصدرت تحذيرات بشأن الفيضانات تشمل حالياً معظم مناطق البلاد، باستثناء منطقة "بوهيميا الغربية" التي يبدو أنها أقل تأثراً بهذه الظاهرة الجوية العنيفة.
تعليق الحملات الانتخابية
في سياق متصل، تأثرت الأنشطة السياسية في التشيك بشكل كبير، فقد أعلنت غالبية الأحزاب السياسية عن تعليق أو تقليص حملاتها الانتخابية التي كانت تستعد لها استعداداً لانتخابات المجالس المحلية ومجلس الشيوخ.
ومن بين الفعاليات التي تم إلغاؤها، رحلة كانت مقررة لزعيم المعارضة التشيكية أندريه بابيش وحزبه "أنو". القادة السياسيون أكدوا أن أولوياتهم الحالية تتعلق بإدارة أزمة الفيضانات بدلاً من التركيز على الحملات الانتخابية.
ويعكس هذا الوضع الطارئ عمق الأزمة التي تواجهها التشيك، حيث تعمل السلطات على مواجهة التحديات التي تطرأ نتيجة الأحوال الجوية القاسية.
يتم توجيه الجهود في الوقت الراهن نحو تأمين سلامة المواطنين وتقليل الأضرار المحتملة، في ظل توقعات بمزيد من الاضطرابات الجوية التي قد تؤثر على البلاد في الأيام المقبلة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".