«بعد محاولة اغتياله».. ترامب: الرؤساء المهمّون فقط يتعرّضون لإطلاق نار

«بعد محاولة اغتياله».. ترامب: الرؤساء المهمّون فقط يتعرّضون لإطلاق نار

استأنف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حملته الانتخابية، الثلاثاء، في مدينة فلينت بولاية ميشيغان، في أول ظهور له بعد محاولة اغتيال تم إحباطها. 

وربط ترامب ما وصفه بمحاولة اغتياله بتعهده بفرض رسوم جمركية كبيرة على واردات السيارات من الصين والمكسيك، وفق وكالة فرانس برس. 

وخلال حديثه أمام حشد من أنصاره، قال ترامب: "وحدهم الرؤساء المهمّون يتعرّضون إلى إطلاق نار"، مشيراً إلى أن هذا الهجوم المزعوم يعد دليلاً على أهمية معركته السياسية.

من جهة أخرى، أشاد ترامب بمنافسته في الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، التي اتصلت به للاطمئنان على صحته بعد محاولة الهجوم.

وقد وصفت هاريس الحادثة بأنها غير مقبولة في السياسة الأمريكية، حيث قالت في مقابلة لها: "لا مكان للعنف السياسي في بلدنا"، ما أثار دهشة بعض المراقبين الذين رأوا في هذه اللفتة إشارة إلى قدر من الإنسانية، رغم الخلافات السياسية الحادة بين الطرفين. 

ووصف ترامب الحديث بينه وبين هاريس بأنه كان "وديًا"، مؤكدًا أن هاريس "كانت في غاية اللطف".

الهجوم وأثره على أنصار ترامب

استغل ترامب هذه الحادثة لتعزيز علاقته مع قاعدته الشعبية، حيث قال العديد من أنصاره إن محاولة اغتياله عززت دعمهم له. 

دونالد أوين، عامل متقاعد في قطاع السيارات، أشار إلى أن الهجوم كان يهدف إلى منعه من الوصول إلى الرئاسة مجددًا. 

وتعكس هذه التعليقات مدى تماسك أنصار ترامب وثقتهم به، خاصة في ولايات مثل ميشيغان التي تشهد تنافسًا حادًا بين الجمهوريين والديمقراطيين.

التحديات الاقتصادية وتكرار الأخطاء

في خطابه، ركز ترامب بشكل كبير على قطاع السيارات المتعثر في ميشيغان، مدعيًا أنه إذا لم يفز في الانتخابات القادمة، فستفقد البلاد جميع وظائفها في هذا القطاع. 

غير أن حديثه عن موارد الوقود الأحفوري في ألاسكا أثار انتباه البعض بعد أن ذكر بالخطأ قاعدة باغرام العسكرية الموجودة في أفغانستان، بينما كان يشير على الأرجح إلى ملاذ الحياة البرية الوطني في المنطقة القطبية الشمالية. 

هذا النوع من الأخطاء ليس غريبًا على ترامب، لكنه غالبًا ما يمر دون تأثير كبير على قاعدة مؤيديه.

الهجرة والجدل السياسي

الهجرة كانت محورًا آخر في الصراع بين ترامب وهاريس، ففي ولاية أوهايو، أثار ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس جدلاً واسعًا بعد ترويجهم لرواية زائفة تزعم أن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة للسكان المحليين. 

هذه التصريحات أدت إلى موجة من التهديدات والاضطرابات، ما دفع بعض المدارس إلى الإغلاق. هاريس وصفت تلك المزاعم بأنها "مخزية"، مطالبة بوقف خطاب الكراهية الذي يشوه سمعة مجتمعات المهاجرين.

محاولة اغتيال ثانية

أما بالنسبة لمحاولة الاغتيال الأخيرة، فقد تم إحباطها عندما اكتشف عناصر الخدمة السرية الأمريكية المسلح راين روث خلف سياج نباتي في ملعب ترامب للغولف في فلوريدا. 

هذه هي المحاولة الثانية في غضون شهرين، إذ سبق أن تعرض ترامب لإطلاق نار في بنسلفانيا خلال يونيو، في حادثة أسفرت عن مقتل شخص.

الولايات المتأرجحة

تأتي هذه التطورات في وقت حاسم للسباق الانتخابي، حيث يركز كل من ترامب وهاريس على الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا، التي تعتبر حاسمة للفوز في الانتخابات الرئاسية. 

وفقًا لاستطلاع حديث، يتقدم ترامب بفارق ضئيل على هاريس في بنسلفانيا، لكن الفجوة بينهما تظهر بوضوح عند تحليل توجهات الناخبين من الجنسين، بينما تحظى هاريس بتأييد كبير بين النساء، يتفوق ترامب بين الرجال، ما يجعل المنافسة أكثر حدة وتوازنًا.

استمرار ترامب في حملته الانتخابية بعد هذه المحاولات الفاشلة لاغتياله يشير إلى عزمه على استعادة الرئاسة، بينما تحاول كامالا هاريس، رغم الاختلافات السياسية، إبقاء خطابها على قدر من التعاطف والاحترام. 

ومع اقتراب موعد الانتخابات، ستظل هذه الحوادث والجدل المرافق لها تؤثر على توجهات الناخبين في الولايات المتأرجحة، ما يجعل المعركة الانتخابية القادمة واحدة من الأكثر إثارة وترقبًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية