‎مكافأة على ماذا؟ "هيومن رايتس" تنتقد منح دونالد ترامب جائزة "فيفا للسلام"

‎مكافأة على ماذا؟ "هيومن رايتس" تنتقد منح دونالد ترامب جائزة "فيفا للسلام"
منح دونالد ترامب جائزة "فيفا للسلام"

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس الجمعة، خلال مراسم قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن منح أول نسخة من جائزة فيفا للسلام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأفاد الاتحاد الدولي أن الجائزة تمنح للأفراد الذين اعتُبروا أنّهم اتخذوا “إجراءات استثنائية وغير عادية من أجل السلام ووحدة الشعوب".

لكن القرار أثار صدمة واسعة ونقاشاً كبيراً بين منظمات حقوقية، ونقاد، وممثّلين عن الرأي العام يرون أن سجل إدارة ترامب في قضايا حقوق الإنسان والهجرة يتناقض مع ما يفترض أن ترمز إليه جائزة للسلام.

انتقادات منظمات حقوقية

بين أبرز منتقدي قرار فيفا، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في منشور لها عبر "إكس"، اليوم السبت، أن منح الجائزة لترامب “يطرح سؤالاً صادماً: مكافأة على ماذا؟"

ولفتت المنظمة إلى أن سجل الإدارة الأمريكية مليء بـ “حملة اعتقالات واسعة ضد المهاجرين، وقمع لحريات التعبير، ونشر الحرس الوطني في مدن ذات توجه معارض سياسي”، ممارسات لا يمكن أن تُصنّف ضمن “إسهامات من أجل السلام أو الوحدة". 

وأضافت أن فيفا لم تقدم معايير واضحة لاختيار الفائزين، ولم تكشف عن لجنة تحكيم مستقلة أو مقارنة بمرشّحين آخرين، ما يجعله “قراراً مصطنعاً” لا علاقة له بالسلام الحقيقي.

التباس بين الرياضة والدبلوماسية

يرى خصوم القرار أن منح جائزة سلام من جهة رياضية -مثل فيفا- لرئيس دولة مثير للجدل سياسياً، يشكّل خلطاً خطيراً بين الرياضة والسياسة والدبلوماسية. 

هذه الخطوة، بحسبهم، قد تُضعف مصداقية المؤسسة الرياضية وتُحوّلها إلى أداة تُستغل في تسويق سياسات خارج إطار الرياض. 

كما أشار نقاد إلى أن هذه الجائزة تُشبه "جائزة سياسية" تُمنح بناءً على الولاءات أو العلاقات، لا على إنجازات إنسانية حقيقية، ما يُثير تساؤلات حول دوافع فيفا ومصداقيتها بوصفها مؤسسة تدعو للوحدة والسلام عبر الرياضة.

سلام حق لا جائزة تسويقية

طالب حقوقيون وجماعات مناصرة للحرية “فيفا” بأن تتوقف عن منح “جوائز سلام” بشكل انتقائي، وأن تُركّز بشكل أفضل على ضمان أن تُقام نهائيات كأس العالم 2026 وغيرها من الأحداث الكبرى في أجواء تحترم حقوق الإنسان، والحفاظ على حيادية الرياضة بعيداً عن التجاذبات السياسية.

ونوّهت المنظمات أن السلام ليس شعارات تُمنح على كرسيّ، بل نتائج جهد حقيقي في قضايا العدالة، حقوق الإنسان، الكرامة وحماية المدنيين، وهي معايير غاب عنها تماماً في اختيار هذا الفائز.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية