«كارثة وشيكة».. مسؤولة أممية: التصعيد على حدود لبنان يهدد استقرار المنطقة
«كارثة وشيكة».. مسؤولة أممية: التصعيد على حدود لبنان يهدد استقرار المنطقة
أعربت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، الأحد، عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الخطير للتوترات بين حزب الله وإسرائيل، محذّرة من أن المنطقة تقف على أعتاب "كارثة وشيكة".
وقالت بلاسخارت عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، إن المنطقة تمرّ بمرحلة حرجة، وإن الحل العسكري لن يوفر الأمان لأي طرف، إذ إن الحلول العسكرية غالباً ما تؤدي إلى مزيد من المعاناة للمدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكدت المسؤولة الأممية ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية والبحث عن حلول سياسية لتهدئة الأوضاع ومنع المزيد من الانزلاق نحو الحرب.
توتر مستمر
تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل حالة من التوتر المستمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وعلى إثر هذه الحرب، أعلن حزب الله دعمه لحماس وفتح "جبهة إسناد" من الجنوب اللبناني، مما أدى إلى تصاعد الأعمال العسكرية بين الجانبين.
تبادل الطرفان، منذ ذلك الحين، القصف عبر الحدود، حيث أطلق حزب الله صواريخ على شمال إسرائيل، بينما ردت إسرائيل بشنّ غارات جوية مكثفة على أهداف تابعة للحزب في جنوب لبنان.
ازداد الوضع سوءاً في الأيام الأخيرة، بعدما شنت إسرائيل ضربات جوية ضد مواقع للحزب في جنوب لبنان، رداً على هجمات صاروخية مكثفة أطلقها حزب الله.
كان التصعيد في بدايته يقتصر على تبادل نيران محدود، لكنه سرعان ما اتخذ طابعاً أكثر شمولية مع استخدام أسلحة ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين على كلا الجانبين.
هجمات جوية
كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على جنوب لبنان، مستهدفة مواقع استراتيجية لحزب الله ومخازن أسلحة.
وأفادت تقارير بأن تلك الضربات أسفرت عن مقتل العديد من عناصر الحزب، بينهم قياديون عسكريون بارزون، في تصعيد غير مسبوق منذ حرب 2006.
وأطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، ما أدى إلى سقوط إصابات بين المدنيين الإسرائيليين وإحداث دمار في عدة مناطق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 100 صاروخ أُطلق من لبنان يوم الأحد وحده، مما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة في المناطق الحدودية.
استهداف قياديين بارزين
كانت إحدى الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة قد استهدفت موقعاً لحزب الله قرب بيروت، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، بينهم اثنان من القيادات العسكرية البارزة في الحزب وعدد من قياديي وحدة النخبة التابعة له.
يُعتبر هذا الاستهداف أحد أخطر التطورات منذ بدء التصعيد، حيث أدّى إلى تجدد المخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراضه لطائرتين مسيّرتين انطلقتا من العراق باتجاه إسرائيل، وهو ما يؤشر إلى احتمال تورط جهات إقليمية أخرى في التصعيد، مما يزيد من تعقيد الأوضاع.
مخاوف دولية
تتزايد المخاوف الدولية من احتمال اتساع رقعة النزاع لتمتد إلى مناطق أوسع من لبنان وإسرائيل.
وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا تُحمد عقباها، وقالت المنسقة الخاصة هينيس-بلاسخارت إن تصعيد العنف لن يحقق أي نتائج إيجابية، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أياً من الأطراف المعنية.
موقف حزب الله وإسرائيل
يتبنّى حزب الله موقفاً داعماً للمقاومة الفلسطينية ويعتبر تدخله في الصراع مع إسرائيل جزءاً من تحالف استراتيجي مع الفصائل الفلسطينية، ويواصل الحزب إطلاق صواريخه على شمال إسرائيل رداً على القصف الإسرائيلي لمواقعه في جنوب لبنان.
وترفض إسرائيل التهاون مع أي تهديد على حدودها الشمالية، وتستمر في شن هجمات جوية واسعة النطاق ضد أهداف الحزب، مشددة على أنها لن تتوقف عن استهداف حزب الله طالما استمر في إطلاق الصواريخ.
الأوضاع الإنسانية
مع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجانبين، تتزايد المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة.
يعاني المدنيون في جنوب لبنان، من دمار واسع النطاق نتيجة الغارات الجوية، فيما تشهد المستشفيات اكتظاظاً بالجرحى، كما نزح العديد من سكان القرى الحدودية نحو المناطق الأكثر أمناً داخل لبنان.
واضطرت السلطات في شمال إسرائيل إلى إجلاء السكان من العديد من البلدات الحدودية، وسط انتشار واسع للحرائق الناجمة عن الصواريخ التي أطلقها حزب الله، حيث يعيش السكان الإسرائيليون في حالة من الهلع الدائم بسبب التهديدات المستمرة.
المساعي الدبلوماسية
تحاول العديد من القوى الإقليمية والدولية تهدئة الأوضاع ومنع تصعيد النزاع، حيث دعت كل من فرنسا والولايات المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية لتفادي اندلاع حرب جديدة في المنطقة.
لا تزال الأمور على الأرض تتجه نحو التصعيد، رغم تلك الجهود، حيث يُخشى من أن يتحوّل النزاع الحالي إلى حرب شاملة تُعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الإسرائيلية- اللبنانية عام 2006، التي أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى وتدمير البنية التحتية في لبنان.