«لتحديد سبل المواجهة».. «نيويورك تايمز»: القضاء على الفقر يتطلب مؤشراً عالمياً جديداً

«لتحديد سبل المواجهة».. «نيويورك تايمز»: القضاء على الفقر يتطلب مؤشراً عالمياً جديداً

على مدى أغلب تاريخ البشرية، عانى نحو نصف الأطفال من الموت قبل بلوغ سن الرشد، وقبل قرنين من الزمن، كان نحو ثلاثة أرباع العالم يعيشون في فقر مدقع. لكن اليوم، تغيرت هذه الصورة بشكل جذري، حيث تخلصت دول بأكملها إلى حد كبير من الفقر المدقع الذي كان سائداً في الماضي. 

ومع ذلك، لا يزال الفقر واقعاً يعيشه الكثيرون في مختلف أنحاء العالم، حيث يكافح الناس لتحمل تكاليف السكن، والتدفئة، والنقل، والغذاء الصحي لأنفسهم ولأسرهم، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".

ووفق الصحيفة الأمريكية، حتى الآن لم يعد الفقر من الماضي، فما زال الناس في مختلف أنحاء العالم يكافحون من أجل تحمل تكاليف السكن والتدفئة والنقل والغذاء الصحي لأنفسهم وأسرهم، ولكي نواصل التحرك في الاتجاه الصحيح، يتعين علينا أن نجعل الفقر العالمي أكثر وضوحا من خلال إيجاد طريقة أفضل لقياسه.

اجتماع الأمم المتحدة والتحديات الحالية

يجتمع رؤساء دول العالم في مدينة نيويورك لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، حيث يتصدر جدول الأعمال الهدف الطموح المتمثل في "القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان". 

وتعهدت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة بتحقيق أهداف التنمية بحلول عام 2030، ما يتطلب تحركًا جادًا نحو هذا الهدف.

خط الفقر الدولي

يعتمد قياس الفقر العالمي على خط الفقر الدولي الذي حددته الأمم المتحدة، والذي يُعتبر منخفضًا للغاية، حيث يشير إلى عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 2.15 دولار في اليوم. 

هذه الأرقام تكشف عن واقع مؤلم: يعيش 73% من الناس في موزمبيق في فقر مدقع، بينما تصل النسبة في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى 75%.

ضرورة وجود قياسات بديلة

للقضاء على الفقر بجميع أشكاله، يعتبر الاعتماد على خط الفقر الحالي غير كافٍ. لذا، يسعى خبراء الاقتصاد إلى تقديم بدائل مثل "اقتصاد الدونات"، الذي يهدف إلى تحديد "مساحة آمنة وعادلة للبشرية لتزدهر فيها". 

ومع ذلك، يبقى الخط الذي يعززه هذا الإطار أعلى بقليل من مقياس الأمم المتحدة للفقر المدقع، حيث يُعتبر 3.10 دولار يوميًا كافياً لتوفير حياة كريمة.

الحاجة إلى إعادة تقييم

يوضح خبراء أن الدخل البالغ 3.10 دولار يوميًا يُعتبر غير كافٍ للكثيرين، حيث يعني 93 دولارًا فقط في الشهر. ومع ذلك، يعيش 3 مليارات إنسان في فقر مدقع، ما يتطلب إعادة تقييم مفهوم الفقر. 

ينصح خبير الاقتصاد التنموي، لانت بريتشيت، برسم خط فقر دولي أعلى، ليعكس الواقع بشكل أفضل، حيث يقترح بعض الخبراء تحديد هذا الخط عند 30 دولارًا يوميًا.

فقر الدخل والأساسيات المعيشية

تتطلب عملية قياس الفقر تحديدًا دقيقًا يتماشى مع تقييمات الفقر الوطنية، حيث يُظهر أن 16% من سكان الولايات المتحدة يعيشون على أقل من 30 دولارًا يوميًا. 

ويشير ذلك الأمر إلى أن الفقر ليس مقتصرًا على الدول النامية، بل يُشكل تحديًا حتى في أغنى البلدان.

تحديات المستقبل.. نحو عالم خالٍ من الفقر

رغم التقدم المحرز، لا يزال العالم بعيدًا عن تحقيق عالم لا يعيش فيه أحد في فقر. 

وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل عشرة أشخاص تقريبًا يعيش في فقر مدقع، بينما يُظهر الخط الأعلى المقترح أنه إذا كنت تعيش على أكثر من 30 دولارًا يوميًا، فأنت من بين 17% من السكان الأكثر حظًا.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية