«في اجتماع طارئ بمجلس الأمن».. دعوة أممية لوقف التصعيد وتجنب حرب شاملة في لبنان
«في اجتماع طارئ بمجلس الأمن».. دعوة أممية لوقف التصعيد وتجنب حرب شاملة في لبنان
عقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، اجتماعًا طارئًا بناءً على طلب فرنسا لبحث الوضع المتدهور في لبنان في ظل التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف إلى وقف القتال والعودة إلى الحوار لتجنب تصعيد شامل، مؤكدا ضرورة تخفيف التوترات، خاصة مع استمرار تبادل إطلاق النار بشكل يومي بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة في لبنان، وهو ما يشكل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وفق مقع أخبار الأمم المتحدة
نزع فتيل الأزمة
ولفت غوتيريش إلى أن التصعيد الأخير منذ أكتوبر أدى إلى نزوح نحو 200 ألف شخص في لبنان وأكثر من 60 ألفًا في شمال إسرائيل، مشدداً على ضرورة تمكين هؤلاء المدنيين من العودة إلى ديارهم والعيش بسلام وأمان.
كما أشاد بالجهود الدبلوماسية التي تبذل لتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة بدعم هذه المساعي.
وأكد غوتيريش أن قوات حفظ السلام الأممية ما زالت في مواقعها في لبنان، داعيًا مجلس الأمن إلى العمل على نزع فتيل الأزمة وتجنب الحرب بأي ثمن، مشيرًا إلى أن "حربًا شاملة ستكون كارثة".
فرنسا
وبدوره، حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل باروت، من أن الوضع في لبنان قد يتفاقم ليصل إلى نقطة اللاعودة، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية التي أودت بحياة مئات المدنيين غير مقبولة، ودعا إلى ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لتفادي حرب شاملة، مؤكدا أن لبنان قد لا يتحمل حربًا جديدة.
الولايات المتحدة
وأكد نائب المندوب الأمريكي، روبرت وود، أن بلاده تسعى لتجنب حرب أوسع في المنطقة، معتبرًا أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لوقف التصعيد، وشدد على أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه دعا جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين.
الجزائر
وأعرب وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في كلمته، عن إدانته للهجمات الإسرائيلية على لبنان، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات هي جزء من سياسة التصعيد التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي، وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لتوسيع نفوذه وإشعال الأزمات في المنطقة بأسرها، مطالبًا مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته في حفظ الأمن والاستقرار.
لبنان
وأشار رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، إلى أن إسرائيل تنتهك سيادة بلاده بشكل مستمر، وتستهدف المدنيين وتدمر المنازل.
وحذر من أن لبنان قد يصبح ساحة لحرب إقليمية شاملة، مطالبًا مجلس الأمن بالتدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية فورًا.
إسرائيل
ومن جانبه، اتهم السفير الإسرائيلي داني دانون حزب الله بإطلاق آلاف الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين، مؤكدًا أن إسرائيل لا تسعى لحرب شاملة ولكنها مضطرة للدفاع عن نفسها، كما دعا إلى تصنيف حزب الله والحرس الثوري الإيراني كمنظمات إرهابية.
إيران
ووصف وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، إسرائيل بأنها "كيان إرهابي" يسعى لجر المنطقة إلى حرب شاملة، وطالب بمساءلة إسرائيل عن أفعالها، ودعا إلى وقف فوري للاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان.
مصر وسوريا
وفي كلمته، طالب وزير الخارجية المصري بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، محذرًا من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة، كما دعت سوريا مجلس الأمن إلى إدانة الهجمات الإسرائيلية ومنع تفاقم الصراع.
جاء اجتماع مجلس الأمن وسط تصاعد التوتر في لبنان وإسرائيل، حيث تداعت دول العالم إلى التحذير من حرب شاملة في المنطقة، مع دعوات مكثفة للحل الدبلوماسي ووقف القتال فورًا.
منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.
ومنذ بدء التصعيد، نزح الآلاف وقتل 609 أشخاص على الأقل في لبنان، بينهم 394 من حزب الله و132 مدنيا، استناداً إلى بيانات رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى.
وفي إسرائيل، أحصت السلطات مقتل 24 عسكريا و26 مدنيا على الأقل، بينهم 12 قتلوا في الجولان السوري المحتل.