«في ظل الحرب».. الأمم المتحدة تندد بـ«جحيم» يعيشه السودانيون

«في ظل الحرب».. الأمم المتحدة تندد بـ«جحيم» يعيشه السودانيون

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن "قلقه البالغ" حيال تصعيد النزاع في السودان، حيث تحدث خلال لقاء مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

ونددت الجمعيات الإنسانية بالوضع المأساوي الذي يعاني منه المدنيون في البلاد، حيث وصفته بـ"الجحيم" الذي يعيشه السودانيون بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، وفق وكالة "فرانس برس".

حذّر غوتيريش من "تداعيات النزاع المدمّرة على المدنيين" خلال اللقاء، مشيراً إلى "مخاطر تمدده إقليمياً"، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان رسمي. 

وبحث المسؤولان "الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم" والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل غير معرقل.

أوضاع مروعة في السودان

في الوقت نفسه، أشار المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى الأوضاع المروعة في السودان، قائلاً: "إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يموتون من الجوع، وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، فإنهم يواجهون الأمراض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي، وكل ذلك يمثل انتهاكات مروعة لا تتصدر عناوين الصحف كما ينبغي".

تتجه الأنظار حالياً إلى قضايا السودان خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يهيمن تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات.

 ومع تزايد حدة القتال بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، انزلق السودان إلى حرب مدمرة تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، بينما يعاني حوالي 26 مليون سوداني، يمثلون نصف السكان، من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

عنف لا يوصف 

خلال مؤتمر حول السودان عُقد في الأمم المتحدة، أوضحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، أن "هذه الكارثة الإنسانية هي من صنع الإنسان، ناجمة عن حرب لا معنى لها أدت إلى عنف لا يوصف، وحرمان الضحايا من الغذاء والماء والدواء".

وأعلنت السفيرة الأميركية عن مساعدة جديدة بقيمة 424 مليون دولار للسودانيين، بمن في ذلك اللاجئون خارج البلاد.

وأكدت توماس-غرينفيلد أن "الاغتصاب والتعذيب والتطهير الإثني واستخدام الجوع كوسيلة للحرب كلها أمور غير مقبولة"، داعية المجتمع الدولي إلى "عدم غض الطرف" عمّا يحدث في السودان.

دعت وكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء إلى اتخاذ "تدابير ملموسة" لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية غير الكافية لتلبية احتياجات السكان. 

وأعلنت جويس مسويا، القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ لمكافحة المجاعة في السودان، مؤكدة أن "الشعب في السودان عاش الجحيم على مدار 17 شهراً، والمعاناة تتزايد".

ارتفاع عدد القتلى في السودان

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ارتفع عدد القتلى في السودان إلى 20 ألف شخص على الأقل، ولكن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد قد يكون أعلى بكثير، حيث أشار المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، إلى أن العدد قد يصل إلى 150 ألف شخص.

وحذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة بشكل واسع في السودان، وهو وضع لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.

وفي خطوة إيجابية، سمحت السلطات السودانية مؤخراً بإعادة فتح معبر أدري على الحدود مع تشاد لدخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة، إلا أن تلك المساعدات لا تزال غير كافية.

دعوة لوقف إطلاق النار

ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، إلى وقف إطلاق نار فوري، معربين عن قلقهم حيال التدخلات الأجنبية في النزاع. 

وأكدت الدول الموقعة ضرورة أن "تمتنع الأطراف الأجنبية عن تقديم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة"، في إشارة خاصة إلى التهم الموجهة للإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة.

تشير هذه الأحداث إلى ضرورة تحرك عاجل من المجتمع الدولي لإنهاء النزاع القائم وتقديم الدعم اللازم للشعب السوداني الذي يعيش أوضاعاً إنسانية صعبة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية