«قبل الانتخابات الأمريكية».. إيران تصعّد هجماتها الإلكترونية والإعلامية لاستهداف ترامب
«قبل الانتخابات الأمريكية».. إيران تصعّد هجماتها الإلكترونية والإعلامية لاستهداف ترامب
تكثف إيران جهودها للتدخل في الانتخابات الأمريكية عبر حملات إلكترونية ومواقع إخبارية مزيفة تستهدف الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لتقارير مسؤولين وباحثين أمريكيين. وأفاد ترامب، المرشح الجمهوري، بأنه تلقى تهديدات مباشرة على حياته من الجمهورية الإسلامية.
برزت إيران كأحد اللاعبين الرئيسيين في مجال التضليل الإعلامي المتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر، وفق تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم السبت، حيث كشفت الولايات المتحدة عن توجيه اتهامات لثلاثة إيرانيين يعملون لصالح السلطات الإيرانية، متورطين في عمليات قرصنة إلكترونية استهدفت حملة ترامب.
وصرح وزير العدل الأمريكي، ميريك غارلاند، بأن المتهمين الثلاثة أوضحوا نيتهم تقويض حملة ترامب الانتخابية لعام 2024.
استخدام الذكاء الاصطناعي
أظهرت تقارير باحثين في مجال التضليل أن إيران تعتمد على شبكة من المواقع الإخبارية المزيفة التي تنتقد ترامب بشكل منظم، باستخدام محتويات مُفبركة بأدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة على نطاق واسع. ووفقًا لدينا صادق، زميلة في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي بالمجلس الأطلسي، فإن هذه المواقع تكشف عن تخطيط منسق ومنهجي لعمليات التأثير الإيرانية على الناخبين الأمريكيين.
وجاءت تصريحاتها عقب نشر تقرير من مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي، الذي أشار إلى أن الأنشطة الإيرانية في هذا المجال شهدت تصاعدًا ملحوظًا مؤخرًا.
استهداف الناخبين الرئيسيين
ألقى مركز تحليل التهديدات التابع لشركة مايكروسوفت الضوء على موقع "نيو ثينكر"، الذي يقدّم نفسه كمنفذ إخباري تقدمي وحيادي، لكنه يركّز بشكل متزايد على الانتخابات الأمريكية، مع نشر مقالات تهكمية وطويلة تهاجم ترامب.
كما أشار مركز الأبحاث "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" إلى موقع "أفرو ماجوريتي"، الذي يستهدف الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي بمحتويات تدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وتنتقد ترامب بشدة.
وفي شبكة من 19 موقعًا إلكترونيًا تبث الدعاية الإيرانية، تم تحديد ثمانية مواقع على الأقل تركز بشكل أساسي على الانتخابات، وتستهدف العديد منها مجموعات رئيسية من الناخبين مثل الأمريكيين من أصل إفريقي واللاتينيين.
تهديد الأمن القومي
إلى جانب استهداف الناخبين من الأقليات، تحدث الباحثون عن مواقع أخرى مثل "ويستلاند صن"، الذي يركّز على قضايا المسلمين في ولاية ميشيغان المتأرجحة، وموقع "سافانا تايم"، الذي يستهدف الناخبين المحافظين ويتناول القضايا المرتبطة بالمثليين.
تشير صادق إلى أن هذه المواقع جزء من حملة تأثير إيرانية متعددة اللغات بدأت منذ عام 2020، بهدف التأثير على الرأي العام الأمريكي.
وأكد وزير العدل الأمريكي غارلاند أن إيران تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي للولايات المتحدة، بينما أشار ترامب إلى تعرضه لمحاولات اغتيال مرتبطة بتهديدات من طهران، وهي اتهامات نفتها إيران بشدة.
وفي سياق متصل، حذرت السلطات الأمريكية من تدخلات روسية أيضًا في الانتخابات، حيث كشف مركز تحليل التهديدات التابع لمايكروسوفت عن جهود روسية مكثفة لنشر معلومات مضللة ضد حملة هاريس، متهمةً وسائل الإعلام الحكومية الروسية "روسيا اليوم" باستخدام شركات وهمية لتمويل حملات التأثير على مواقع التواصل الاجتماعي.