«ليلة عصيبة على لبنان».. شوارع بيروت تتحول إلى ملجأ لمئات العائلات
«ليلة عصيبة على لبنان».. شوارع بيروت تتحول إلى ملجأ لمئات العائلات
عاشت العاصمة اللبنانية بيروت ليلة عصيبة، الجمعة، حيث تعرضت ضاحيتها الجنوبية لأعنف قصف منذ نحو 20 عامًا، ما أجبر مئات العائلات على الفرار من منازلها بحثًا عن الأمان.
ورصد فريق شبكة "سي إن إن" موجات متتالية من النزوح السكاني، إذ هرع الأهالي من منازلهم متجهين نحو المناطق التي لم تطلها الغارات، كالكورنيش البحري الممتد على الساحل الغربي لبيروت.
النزوح إلى مناطق آمنة
استقر غالبية النازحين في المناطق الآمنة، حيث بدت هذه المناطق ملاذًا مؤقتًا للفارين من مناطق الخطر.
وأفادت التقارير بأن الإسرائيليين شنوا سلسلة من الغارات العنيفة، التي استهدفت بشكل خاص "مربعًا أمنيًا" لحزب الله في الضاحية الجنوبية، ما أحدث دمارًا كبيرًا يعيق جهود الإنقاذ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف المقر المركزي لحزب الله في حارة حريك، ما أدى إلى مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
ضربات شديدة ونزوح
أصدرت الأمم المتحدة بيانًا الجمعة تعبر فيه عن قلقها الشديد تجاه الضربات الإسرائيلية على المناطق المكتظة بالسكان في الضاحية الجنوبية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المئات، إن لم يكن الآلاف، تدفقوا إلى الشوارع للنوم في الحدائق وعلى الأرصفة، مشيرين إلى أن معظم هؤلاء النازحين هم من سكان الأحياء التي تعرضت للقصف.
تباينت مشاهد وجود النازحين في الشوارع، حيث تجمع البعض على الأرصفة يتبادلون أطراف الحديث، بينما افترش آخرون الأرض للنوم.
وشوهدت أمهات يحملن أطفالهن الرضع، في حين كان الأطفال الأكبر سناً يتجولون بملابس نومهم بين السيارات المتوقفة.
وفي شارع الحمرا التجاري، سادت حالة من الفوضى بعد أن تجمع حشد كبير من النازحين أمام مبنى مهجور، ما أدى إلى شل حركة المرور تقريبًا.
مع توالي ساعات الليل، استمر وصول المزيد من الفارين من القصف، وقد كانت العديد من النساء في حالة إعياء شديد، يحملن أطفالهن وبطانياتهن، في محاولة للعثور على مكان آمن يؤويهن.
وأكد فريق "سي إن إن" أن معظم الناس كانوا يحملون فقط ما يرتدون من ملابس في بحثهم عن الأمان، مع أن القلق كان بادياً على وجوههم رغم محاولاتهم لإظهار الشجاعة.
استمرار الوضع المتوتر
مع بزوغ صباح اليوم السبت، كانت الشوارع أكثر ازدحامًا من المعتاد، استمرت المطاعم والمقاهي في تقديم الطعام والقهوة، بينما كانت الشاشات تعرض صور الانفجارات التي هزت الضاحية.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لسكان أجزاء من جنوب بيروت، قبل بدء ضربات جديدة، وكان أحد الأحياء المدرجة هو برج البراجنة، وهو حي مكتظ بالسكان ويحتوي على مخيم للاجئين الفلسطينيين.