«الشوارع تكتظ بالنازحين».. الإيكونوميست: لبنان يواجه أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية

«الشوارع تكتظ بالنازحين».. الإيكونوميست: لبنان يواجه أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية

 

تخيم آلاف العائلات في الساحات العامة وعلى شواطئ بيروت التي باتت مكتظة بالنازحين من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية للمدينة، منذ ليلة 27 سبتمبر الجاري، في أعقاب الضربة الإسرائيلية التي قتلت زعيم حزب الله، حسن نصر الله، ويمتلك المحظوظون فقط مراتب وبطانيات للنوم عليها.

ووفقا لمجلة "الإيكونوميست"، بينما ينام اللبنانيون في الشوارع، ويواجه لبنان ما قد يكون أكبر أزمة نزوح في تاريخه، فإن الحزب ليس له أي أثر في أي مكان، ويعتمد أنصاره على حكومة تصريف الأعمال في لبنان ومواطنيهم للمساعدة، ولم يقدم حزب الله نفسه سوى القليل من الدعم للنازحين.

في 28 سبتمبر، ومع انتشار الأخبار التي تفيد بأن الجماعة أكدت مقتل نصر الله، كان الجو في ساحة الشهداء كئيباً، كانت هناك آهات ودموع، وبكت النساء في الشادور الأسود والرجال الملتحون على رجل الدين صاحب الكاريزما السياسية، وعلى شاشات التلفزيون، انفجر المذيعون في البكاء على الهواء، وفي شوارع غرب بيروت، أطلق البعض بنادقهم في الهواء في حالة من اليأس.

ومنذ مقتل نصر الله، استمرت إسرائيل في استهداف قيادات حزب الله، وفي 29 سبتمبر، أكدت الجماعة مقتل نبيل قاووق، وهو مسؤول كبير آخر، وتستمر الغارات الجوية المتقطعة على الضاحية وفي مختلف أنحاء الجنوب، ويمكن سماع بعض هذه الغارات من الساحة، ما دفع الناس إلى الارتعاش وتلاوة الصلوات.

وفي موقع الضربة التي قتلت نصر الله، كان عمال الإنقاذ يحفرون عميقاً تحت الأنقاض بحثاً عن جثث طوال عطلة نهاية الأسبوع، وفي 29 سبتمبر وردت أنباء عن انتشال جثة  نصر الله من موقع الانفجار، سليمة على ما يبدو.

صدمة في لبنان

صدم اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله البلاد، تماماً كما أذهل الدمار الذي لحق بقيادة الحركة بين عشية وضحاها أتباعها، وبالنسبة للكثيرين، بدا أن هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية غير قابلة للتغيير.

وأثارت سيطرة حزب انتقادات شرسة من مختلف الأطياف السياسية والطائفية في العقدين الماضيين، كانت ديما صادق، المذيعة التلفزيونية التي واجهت تهديدات بالقتل في السنوات الأخيرة بسبب انتقادها العلني لنصر الله، مترددة في الاحتفال، فقد كتبت إلى متابعيها البالغ عددهم 800 ألف شخص على موقع X: "حلمت بأننا سننتصر عليكم على الجبهة الوطنية في معركة الحرية والدولة، ولكن ليس بهذه الطريقة".

ويقول أستاذ في جامعة القديس يوسف في بيروت، كريم بيطار: “إن العديد من اللبنانيين ينتقدون حزب الله بشدة، ولكنهم أكثر معارضة لإسرائيل”، ويضيف: "لا تستهينوا بصدمة الشعب اللبناني، لقد استيقظ جيل كامل على السياسة، وإسرائيل تزرع بذور الحروب المستقبلية".

ويجري طرح أسئلة بحثية حول استراتيجية حزب الله على مدى العام الماضي، وحتى بين أتباعه المخلصين، يتساءل البعض عن سبب معاناتهم الآن نيابة عن الآخرين.

يقول فواز محمد، الذي فر ليلة 27 سبتمبر: "قلبي مع غزة والفلسطينيين، ولكنني لبناني أولاً"، مضيفا: “سوف نصبح أقوى بعد مقتل ”نصر الله"، ولكن يتعين علي أن أسأل لماذا أنا وعائلتي ننام في الشارع".

مكانة بارزة للاغتيالات

تحتل الاغتيالات مكانة بارزة في تاريخ لبنان الحديث، فقد أدى مقتل بشير الجميل، الرئيس المنتخب، في عام 1982 إلى تيتيم طائفته المارونية، وكان لحظة حاسمة في الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً في البلاد.

وكان مقتل رفيق الحريري، رئيس الوزراء، في عام 2005، مدمراً على نحو مماثل بالنسبة للسنة، وأدى إلى نهاية عقود من الاحتلال السوري.

وفي الأسابيع والأشهر المقبلة، سوف ترى البلاد ما إذا كان مقتل نصر الله سوف يجعل الشيعة الآن ضعفاء ومتروكين، أو ما إذا كان حزب الله قادراً بطريقة ما على النهوض من رمادهم، وسوف يكون لأي من الأمرين عواقب وخيمة في المعارك الدائرة بالوكالة بين إسرائيل وإيران.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية