«لا تعرضوا حياتكم للخطر».. إسرائيل تطلب من سكان جنوب لبنان مغادرة منازلهم
«لا تعرضوا حياتكم للخطر».. إسرائيل تطلب من سكان جنوب لبنان مغادرة منازلهم
دعا الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، سكان جنوب لبنان لإخلاء منازلهم بشكل عاجل، وسط تصاعد الاشتباكات والعمليات العسكرية ضد حزب الله في المنطقة.
جاء ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية واسعة النطاق تستهدف مقاتلي الحزب ومنشآته في جنوب لبنان.
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، سكان 26 بلدة جنوبية محددة إلى مغادرة منازلهم فورًا والتوجه إلى شمال نهر الأولي حفاظًا على حياتهم، وفق وكالة "فرانس برس".
وكتب أدرعي في بيان نشره عبر تطبيق "إكس" (تويتر سابقًا)، قائلاً: "الجيش لا يريد المساس بكم، ومن أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورًا".
تحذيرات من استهداف المنازل
حذر الجيش الإسرائيلي من أن "كل من يوجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر"، مشددًا على أن أي منزل يستخدمه الحزب لأغراض عسكرية سيصبح هدفًا محتملاً للهجمات الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الأولوية تكمن في حماية المدنيين من خطر الاشتباكات المحتدمة في المنطقة.
جاءت هذه التحذيرات بعد ساعات من إعلان إسرائيل بدء هجوم بري ضد مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني، وهو ما يشير إلى تصعيد جديد في الصراع القائم منذ أسابيع.
وتركزت العمليات العسكرية على القرى والبلدات المحاذية للحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يوجد مقاتلو حزب الله.
وتستهدف الهجمات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، المنشآت العسكرية التابعة لحزب الله والبنية التحتية التي يُعتقد أنها تُستخدم في تجهيز العمليات الهجومية.
مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية
تشكل هذه التحذيرات تطورًا خطيرًا يضاف إلى الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان جنوب لبنان، الذين يعيشون في حالة من القلق والخوف المستمر بسبب القصف المتكرر.
وقد يؤدي إخلاء السكان إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، ويزيد من الضغوط على المناطق الأكثر أمانًا في الشمال، وحذر مراقبون من تزايد عدد النازحين والاحتياجات الإنسانية في ظل هذا التصعيد العسكري.
منذ اندلاع القتال الأخير بين إسرائيل وحزب الله، تركزت الاشتباكات في المناطق الحدودية الجنوبية. ويعتبر حزب الله حليفًا قويًا لإيران وله نفوذ واسع في السياسة والأمن اللبنانيين، وتعتبر إسرائيل أن الحزب يشكل تهديدًا أمنيًا دائمًا على حدودها الشمالية.
وشهد لبنان وإسرائيل منذ عام 2006 عدة جولات من التصعيد العسكري، وغالبًا ما تسببت هذه الاشتباكات في سقوط ضحايا مدنيين على الجانبين.
ردود الفعل الدولية
أعربت العديد من الدول عن قلقها إزاء التصعيد الأخير في جنوب لبنان، داعية إلى ضبط النفس والحفاظ على أرواح المدنيين.
وتعمل بعض الدول، بما في ذلك فرنسا وروسيا، على تكثيف جهود الوساطة لتجنب توسع النزاع، ومع ذلك، يبدو أن الوضع على الأرض يزداد سوءًا، مع استمرار القصف وتزايد التحذيرات من مخاطر استهداف المدنيين.
في ظل تصاعد الأعمال العسكرية في جنوب لبنان، يواجه المدنيون تحديات هائلة في سبيل البقاء بأمان، في حين تحاول المنظمات الإنسانية الدولية تقديم المساعدة للأشخاص المتضررين.
ومع استمرار هذا الصراع المعقد، يبقى الحل السياسي بعيد المنال، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الجنوب اللبناني.