«تأمين الحدود».. إيطاليا تدعو مجلس الأمن لتعزيز القوة الأممية في جنوب لبنان
«تأمين الحدود».. إيطاليا تدعو مجلس الأمن لتعزيز القوة الأممية في جنوب لبنان
دعت الرئاسة الإيطالية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى تعزيز تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، بهدف "تأمين الحدود" بين إسرائيل ولبنان، وذلك بعد أن شنّت إسرائيل هجوماً برياً محدوداً على جنوب لبنان، وسط تصعيد مستمر بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، في بيان رسمي، إن "روما تدعو مجلس الأمن الدولي إلى النظر في تعزيز تفويض بعثة اليونيفيل من أجل ضمان أمن الحدود بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدة دور القوة الأممية في تهدئة التوترات، وفق وكالة "فرانس برس".
وشددت ميلوني، على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الاستقرار ومنع التصعيد بين الجانبين، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة التي قد تهدد الأمن الإقليمي.
دور إيطاليا في اليونيفيل
تعتبر إيطاليا الدولة الغربية التي تقدم أكبر عدد من الجنود إلى بعثة اليونيفيل، حيث تضم كتيبتها حوالي 900 جندي يعملون في جنوب لبنان.
وتلعب إيطاليا دورًا بارزًا في دعم عمليات حفظ السلام في المنطقة، خصوصًا مع تزايد التوترات بين حزب الله وإسرائيل.
ويعتبر تعزيز تفويض القوة الأممية مطلباً إيطالياً ملحاً لضمان فعالية العمليات الأممية في منع اندلاع نزاع أوسع قد يشمل المنطقة بأكملها.
وأكدت روما في بيانها، أنها "تدين الهجوم الإيراني ضد إسرائيل"، مشيرة إلى أن تصاعد النزاع بين الطرفين قد يؤدي إلى انفجار إقليمي.
ووجهت الحكومة الإيطالية نداءً إلى جميع الأطراف الإقليمية لتحمل مسؤولياتها، وحثتهم على "تجنب المزيد من التصعيد"، داعية إلى وقف العنف وتهدئة الأوضاع لمنع تحولها إلى حرب واسعة النطاق.
خلفية الصراع في لبنان
يشهد لبنان تصعيدًا خطيرًا منذ أكتوبر من العام الماضي 2023، مع اندلاع مواجهات عسكرية بين إسرائيل وحزب الله.
ويعود تاريخ الصراع بين الطرفين لعقود، حيث بدأ حزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، والذي استمر حتى انسحاب إسرائيل في عام 2000، لكن النزاع لم ينتهِ، حيث استمرت التوترات والاشتباكات المتقطعة بين الجانبين، ما أدى إلى حرب شاملة في 2006.
خلال حرب 2006، شنت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة على لبنان ردًا على هجمات حزب الله الصاروخية عبر الحدود.
استمرت الحرب لأكثر من شهر وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين اللبنانيين، وتدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية.
ورغم وقف إطلاق النار بوساطة دولية، لم تتوقف التوترات بين الطرفين، حيث تتزايد التصعيدات العسكرية بشكل متقطع، خاصة في المناطق الحدودية.
التصعيد الحالي بين حزب الله وإسرائيل
منذ أكتوبر 2023، اندلعت موجة جديدة من العنف بين حزب الله وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي والصاروخي عبر الحدود.
نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع حزب الله في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، التي تعد معقلاً أساسياً للحزب، ورد حزب الله بإطلاق صواريخ على مناطق شمال إسرائيل، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
تشير تقارير دولية إلى أن هذا التصعيد قد يشمل قوى إقليمية أخرى، خاصة مع دعم إيران لحزب الله. يعكس ذلك خطورة الوضع في المنطقة، حيث تخشى الأطراف الدولية من اندلاع نزاع أكبر قد يتوسع ليشمل سوريا وإيران، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران في مناطق أخرى مثل سوريا.
الوضع الإنساني في لبنان
تتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان نتيجة لهذا التصعيد، حيث يُقدر أن الآلاف من المدنيين نزحوا من مناطق جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل، هربًا من الغارات الإسرائيلية.
وتواجه البلاد، التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية خانقة، صعوبات كبيرة في توفير المساعدات للنازحين والمصابين، كما أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على مواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة، مما يدفع بالمزيد من المدنيين إلى النزوح نحو سوريا أو المناطق الآمنة نسبيًا في الشمال اللبناني.
وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة قد تؤدي إلى تدمير أكبر في لبنان، الذي لا يزال يعاني من آثار حرب 2006 والانهيار الاقتصادي الذي ضرب البلاد منذ عام 2019.