«بيروت أشبه بغزة».. طبيبان أجنبيان يعالجان مصابي الحرب داخل لبنان
«بيروت أشبه بغزة».. طبيبان أجنبيان يعالجان مصابي الحرب داخل لبنان
تسجل الذاكرة التاريخية أحداثاً لا تنسى، ويبدو أن الواقع اليوم في لبنان يعيد إلى الأذهان مشاهد مشابهة لمآسٍ سابقة شهد عليها الطبيب النرويجي مادس غيلبيرت.
يعبّر الطبيب النرويجي، الذي عاد إلى لبنان بعد أكثر من أربعة عقود من أول مهمة له في البلاد، عن شعوره العميق بأن "شيئاً لم يتغير"، وفق وكالة "فرانس برس".
يعمل غيلبيرت حالياً في مستشفى بالنبطية، حيث يتعامل مع إصابات الحرب نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل.
يتحدث غيلبيرت، عن تجربته، قائلاً: "إنها تجربة مروعة، مرّ 42 عاماً ولم يتغير شيء".
تشير كلماته إلى معاناة الإنسان في ظل الحروب والنزاعات، حيث يتواجد المسعفون قرب سيارات الإسعاف، على أهبة الاستعداد لتقديم العون للجرحى الذين يصلون من المناطق المتضررة.
يذكر غيلبيرت أن معظم الحالات تتطلب الإجلاء إلى الجنوب، ولكن القصف الشرس يمنع ذلك، فقد افتتح حزب الله اللبناني جبهة جديدة في دعم حركة حماس بعد اندلاع الحرب في غزة، مما أدى إلى زيادة في الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ أواخر سبتمبر.
النازحون يواجهون الموت
في ظل تصعيد العمليات العسكرية، وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان النبطية و24 بلدة أخرى إخلاء مناطقهم، تأثرت الحياة اليومية للمدنيين بشكل كبير.
تُظهر الأرقام الرسمية أن أكثر من 2000 شخص لقوا حتفهم منذ بداية أكتوبر، فيما نزح نحو 1.2 مليون شخص من منازلهم.
تُضاف إلى تلك المآسي حالات فقدان عائلات بأكملها في الغارات، حيث فقد أحد الأشخاص 17 من أقاربه.
يُشير غيلبيرت إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على تدمير أي نظام صحي، سواء عبر استهداف المستشفيات أو سيارات الإسعاف، مشبهاً الوضع الحالي في لبنان بما يحدث في غزة.
مستشفيات تتعرض للقصف
تزداد الأوضاع سوءًا، حيث أعلنت 4 مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها بسبب القصف المكثف، وتعرض مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل لقصف مباشر أدى إلى إصابة تسعة من أفراد الطاقم الطبي.
وأشار وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، إلى مقتل 97 من فرق الإنقاذ خلال الأيام القليلة الماضية.
فيما تتزايد أعداد المصابين، يبرز دور طبيب الجراحة التجميلية والترميمية الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، يتحدث عن تجربته في علاج الأطفال المصابين، حيث يعاني الكثير منهم من إصابات خطيرة.
عمق الكارثة الإنسانية
ويشير أبو ستة، إلى أن أكثر من ربع المصابين الذين عاينهم في لبنان كانوا أطفالًا، مما يعكس عمق الكارثة الإنسانية.
يقول أبو ستة إن الأطفال الذين يتعرضون لإصابات خطيرة يحتاجون إلى ما بين 8 و12 عملية جراحية حتى يصلوا إلى سن الرشد.
وأكدت منظمة اليونيسف، أن أكثر من 690 طفلاً في لبنان أُصيبوا خلال الأسابيع الأخيرة، مما يبرز حجم الفاجعة التي يعاني منها المدنيون في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وفي ظل كل هذه المآسي، يتمنى أبو ستة أن تتوقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن كل هذه الأوجاع كان يمكن تجنبها لو تم ذلك.
تجسد هذه الشهادات واقع الحياة في لبنان في الوقت الراهن، حيث تعيش الأسر تحت ضغط الهجمات المتواصلة، متمنين العودة إلى أيام السلم والأمان.