أضرار كارثية.. "نيويورك تايمز": المعلومات المضللة تعيق جهود التعافي من إعصار هيلين
أضرار كارثية.. "نيويورك تايمز": المعلومات المضللة تعيق جهود التعافي من إعصار هيلين
أدت نظريات المؤامرة والادعاءات الكاذبة التي انتشرت حول جهود إغاثة المتضررين من إعصار "هيلين" في ولاية كارولينا الشمالية والولايات الأخرى إلى إحباط المسؤولين وزيادة قلقهم بشأن تأثير هذه المعلومات المضللة.
واجتمع مسؤولون محليون بعد الدمار الذي خلفه إعصار "هيلين"، مع ممثلين عن المجتمعات المتضررة في مقاطعة روثرفورد لمناقشة الأضرار وجهود الإنقاذ، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
ولم يمر الاجتماع بسلام، حيث سرعان ما انتشرت شائعات على منصات التواصل الاجتماعي تزعم أن الاجتماع كان يهدف إلى مصادرة الأراضي أو بيعها لتحقيق أرباح، بل وزعم البعض أن الهدف من هذه الإجراءات هو استخراج الليثيوم من المنطقة.
ردًا على هذه الشائعات، نفى رئيس لجنة المقاطعة، برايان كينج، الادعاءات المتعلقة بمصادرة الأراضي أو بيعها، مؤكدًا أن الليثيوم الوحيد المتاح في المنطقة يباع في متاجر محلية مثل بطاريات 9 فولت.
وأدى هذا الانتشار الواسع للشائعات إلى تعقيد جهود المسؤولين لنشر المعلومات الدقيقة وضمان وصول المساعدات إلى الأسر المتضررة من الإعصار.
تأثير المعلومات المضللة
في الوقت الذي كانت فيه الآلاف من الأسر في الجنوب الشرقي الأمريكي يودعون ضحايا الإعصار، كانت هناك موجة كبيرة من المعلومات المضللة تهدد جهود الإغاثة، ففي كارولينا الشمالية وجورجيا، عبّر المسؤولون عن قلقهم المتزايد إزاء حجم المعلومات المضللة التي انتشرت بشكل واسع.
وأعربت سامانثا مونتانو، أستاذة إدارة الطوارئ، عن دهشتها من سرعة انتشار المعلومات المضللة خلال الكارثة.
وأمضى عمدة مقاطعة روثرفورد، آرون إلينبورج، أيامًا في التصدي لشائعات حول استخراج الليثيوم أو مزاعم دفن جثث العاصفة، مؤكدًا أنه لم يشهد شيئًا مشابهًا من قبل.
الشائعات في أعقاب الكوارث الطبيعية
ويزداد انتشار المعلومات المضللة بعد الكوارث الطبيعية بشكل كبير خاصة مع تكرار موجات الكوارث مثل الحرائق والفيضانات.
ولم يكن إعصار "هيلين" استثناءً، حيث ظهرت العديد من الادعاءات الكاذبة حول جهود الإنقاذ، والتي ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نشرها بكثافة.
وزاد التضليل بعدما زعم الرئيس السابق دونالد ترامب أن أموال الإغاثة تُستخدم لإيواء المهاجرين غير الموثقين، فيما شكر بعض المسؤولين الجمهوريين إدارة بايدن على استجابتها الفعالة للإعصار.
تأثير التضليل على الوكالات الحكومية
كانت وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) هدفًا رئيسيًا للمعلومات المضللة، حيث وُجهت إليها اتهامات بسرقة التبرعات أو تحويل المساعدات إلى دول أخرى مثل أوكرانيا.
ورغم تلك الاتهامات، نشرت FEMA أكثر من 700 موظف في كارولينا الشمالية وحدها وقدمت ما يقارب 30 مليون دولار في شكل مساعدات، كما أمنت المأوى لأكثر من 1700 شخص في الفنادق.
ووصفت مديرة FEMA، ديان كريسويل، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، المعلومات المضللة بأنها “خطيرة”، مشيرة إلى أن تلك الادعاءات أثارت خوفًا بين موظفي الوكالة ووصلت إلى تهديدات ودعوات لتشكيل ميليشيات لمواجهتهم.
وقال عمدة مدينة بون في نورث كارولينا، تيم فوتريل، إن من يروجون لهذه الأكاذيب أسوأ من الكارثة نفسها، معبرًا عن حسرته بسبب تحويل الموارد لمواجهة التضليل بدلًا من التركيز على الإغاثة.
التأثير على المتطوعين
وتسببت المعلومات المضللة في تشويه جهود المتطوعين والعاملين في الإغاثة، الذين أعربوا عن استيائهم من التشكيك في جهودهم.
وقال بعضهم، مثل آرون أجوير، وهو متطوع في الحرس الوطني، إنه صُدم من انتشار تلك الادعاءات الكاذبة، خاصة أن العديد من المناطق المتضررة كانت تعاني من انقطاع الاتصالات، مما ساهم في تفاقم فجوة المعلومات وزيادة انتشار الشائعات.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة من الوكالات المحلية والدولية لتقديم المساعدات، يبقى التضليل تحديًا كبيرًا يعيق قدرة السكان على الثقة في جهود الإغاثة، مما يزيد من معاناتهم في مواجهة آثار الكارثة.