شهد لحظات مأساوية.. «واشنطن بوست»: 7 أكتوبر يعيد رسم ملامح «كيبوتس بئيري» (صور)

شهد لحظات مأساوية.. «واشنطن بوست»: 7 أكتوبر يعيد رسم ملامح «كيبوتس بئيري» (صور)

يمر اليوم الاثنين، 7 أكتوبر، عام كامل على الأحداث المأساوية التي شهدها كيبوتس بئيري، عندما هاجمت حركة حماس المستوطنة واشتبكت مع قوات الأمن الإسرائيلية المتواجدة واختطفت عددا من الإسرائيليين بين عسكريين ومدنيين، وفي هذه المناسبة يتذكر عدد ممن شهدوا الأحداث ما جرى كأنه كان بالأمس.

وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، يُعتبر كيبوتس بئيري من أكثر الأماكن دموية في يوم إسرائيل الأكثر دموية، حيث لم ينتظر سكانه إعادة البناء أو انتهاء الحرب، بل عادوا إلى ديارهم، رغم أن الكيبوتس أصبح نقطة عبور للقوات العسكرية المتجهة إلى غزة. 

وفي الوقت الذي لا يزال فيه عشرات الرهائن محتجزين، يعيش أكثر من 140 ألف إسرائيلي في حالة نزوح قرب غزة أو على الحدود اللبنانية، مما يعكس تآكل الثقة في الحكومة الإسرائيلية وتفاقم الانقسامات المجتمعية.

داخل الكيبوتس، تجلس ياسمين رعنان معظم أيامها في حديقتها، متذكّرة اليوم الذي فقد فيه 132 من السكان والزوار والجنود، وجر 30 آخرين كرهائن، من بين عشرة محتجزين، يُعتقد أن ثلاثة فقط لا يزالون على قيد الحياة.

قلق دائم من العودة

على الرغم من أن زوج ياسمين يرفض العودة إلى الكيبوتس، عادت ياسمين في ديسمبر بعد فترة قضتها في فندق على البحر الميت، حيث افتقدت حديقتها وموطنها الذي أفنت فيه حياتها. 

وبدا أن الحكومة الإسرائيلية بدأت بدفع تكاليف هدم المنازل المتضررة كجزء من مشروع إغاثة يمتد لخمسة أعوام، لكن لا توجد خطة لإعادة بناء المباني السليمة هيكليًا.

تساءلت ياسمين: "هل يرغب أي شخص في العيش بجوار منزل قُتل فيه أب أو أُصيبت فيه طفلة؟"، ثم تابعت: "مهما حدث، فهذا هو وطننا".

سلام مفقود

قبل السابع من أكتوبر، كان كيبوتس بئيري يشتهر بجو من السلام والتعاون مع الفلسطينيين، حيث كان يعمل عدد من الفلسطينيين في حقوله. 

وفي تعبير عن مشاعر الإحباط، قالت ناتاشا: "لقد عملوا معنا وكانوا جيراننا.. كنا نؤمن بالسلام، ولكننا لم نعد نؤمن بذلك بعد الآن".

تداعيات الحرب

في تصريحاته الأخيرة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن البلاد في خضم "حملة ضد محور الشر الإيراني"، بينما يقترح الجيش زيادة مدة الخدمة الاحتياطية، مما يؤكد تداعيات الحرب على الحياة اليومية للإسرائيليين.

وقال الخبير الاقتصادي، دان بن ديفيد، إن إسرائيل تواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث يتوجب على الجنود الاحتياطيين التوازن بين حياتهم المهنية وواجباتهم العسكرية.

العلاقات مع الفلسطينيين

مع زيادة الانقسامات، يُحمل الناجون من بئيري حكومتهم المسؤولية ليس فقط عن أحداث السابع من أكتوبر، ولكن أيضًا عن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 

ورغم المطالب الدولية بضرورة تضمين الطريق إلى الدولة الفلسطينية في أي حل، تراجع الدعم داخل إسرائيل لمثل هذه الخطوة إلى أدنى مستوى منذ عقود، حيث أظهر استطلاع حديث أن 21% فقط من اليهود الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين.

الكيبوتس في ذكرى تأسيسه

تأسس كيبوتس بئيري في 6 أكتوبر 1946، وكان يحتفل بميلاده الـ77 قبل يوم من الأحداث المأساوية. 

على الرغم من التراجع في حركة الكيبوتسات الإسرائيلية، ظل بئيري وفياً لجذوره، حيث حافظ مجتمعه على أسلوب حياة جماعي صارم.

يتساءل المدير العام المنتخب للكيبوتس، جال كوهين، عن الاستعداد للعودة، حيث يُعبر العديد من السكان عن عدم استعدادهم للعودة إلى كيبوتسهم في ظل الظروف الحالية.

دعوات لتحقيق شامل

لم تُجرِ الحكومة الإسرائيلية تحقيقًا شاملاً في الإخفاقات التي سمحت بحصول الهجوم، وقد قوبل هذا بإحباط من قبل السكان الذين يرون أن الشفافية مطلوبة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي. 

لكن الجيش بدأ تحقيقاته الداخلية، وأقر القادة بفشل التخطيط الذي سمح للهجوم بأن يتسبب في هذه الأعداد الكبيرة من الضحايا.

تستمر معاناة سكان كيبوتس بئيري، حيث يواجهون تحديات مستمرة نتيجة أحداث السابع من أكتوبر، وتبقى الذاكرة حية في قلوبهم، بينما يسعون لإعادة بناء حياتهم في خضم أزمة لم تنته بعد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية