"فرانس برس": لبنانيون يمتنعون عن تأجير منازلهم بسبب "حزب الله"
"فرانس برس": لبنانيون يمتنعون عن تأجير منازلهم بسبب "حزب الله"
في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، شهدت العاصمة وضواحيها تدفقاً كبيراً لسكان المناطق المتضررة، مما أثار مخاوف وتوترات في مناطق عدة من لبنان، الذي طالما عانى من الانقسامات الطائفية والسياسية.
استقبال ثم رحيل
تروي كريستينا لوكالة فرانس برس كيف استضافت عائلتها أسرة نازحة في منزلهم في بيروت. ومع ذلك، أُجبرت الأسرة على طلب مغادرة الأسرة النازحة، وهي عائلة شيعية من الضاحية الجنوبية، بعد أن أبدى الجيران مخاوفهم من أن يكون بينهم عناصر من حزب الله، مما قد يعرضهم لهجمات إسرائيلية.
تقول كريستينا، التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملً "عندما اكتشف الجيران أننا نستضيف أشخاصاً من الضاحية، شعروا بالذعر وبدؤوا في طرح الأسئلة". وأضافت: “هناك توتر متزايد تجاه النازحين المنتمين للطائفة التي ينتمي إليها عناصر حزب الله”.
التوترات تتصاعد
ورغم الدعم الواسع لحزب الله في صفوف الطائفة الشيعية، فإن كثيرين من اللبنانيين يحمّلون الحزب مسؤولية إشعال الحرب مع إسرائيل.
وبعد عام من فتح حزب الله ما أسماه "جبهة إسناد" لقطاع غزة، تصاعدت المناوشات الحدودية لتتحول إلى حرب مفتوحة منذ 23 سبتمبر، حيث كثفت إسرائيل قصفها لمناطق تعتبر معاقل للحزب. ومع أن الضربات تتركز على الجنوب والضاحية، فإنها تمتد أيضاً إلى مناطق غير محسوبة على الحزب، مثل منطقة عالية والجبل والشمال.
وفقًا لإسرائيل، فإن استهدافاتها تسعى إلى تدمير مستودعات أسلحة أو منشآت للحزب.
نزوح واسع ومشاهد جديدة
منذ 23 أكتوبر، أسفر القصف عن مقتل أكثر من 1100 شخص، وفقًا لإحصائيات رسمية، وأدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص. وتراكم النازحون في شوارع بيروت أو لجؤوا إلى مدارس تحولت لمراكز إيواء، بينما استطاع الأكثر حظاً استئجار منازل أو الإقامة عند أقاربهم.
تقول سهير، وهي ربة منزل في بيروت، إن جيرانها أصيبوا بالذعر بعد انتقال عائلة شيعية إلى المبنى، مشيرة إلى أنهم اعتقدوا أن وجود العائلة قد يعرضهم للخطر. “أصبحنا نرى نساء يرتدين العباءة السوداء ورجالاً ملتحين، وهذا مشهد لم نعتد رؤيته في وسط بيروت”.
قلق في القرى اللبنانية
ولا يقتصر التوتر على بيروت وحدها، بل يمتد إلى القرى المحيطة. يقول عماد، وهو اسم مستعار، والذي يعيش في قرية درزية بلبنان: "في السابق كان الناس يؤجرون منازلهم لأي شخص، أما الآن فإنهم يتوخون الحذر". وفي قرية مسيحية قرب بيروت، يقول إيلي الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملاً إنه لا يتم تأجير النازل الآن للنازحين، "الناس يخشون أن يكون بينهم أعضاء في حزب الله، ويخشون أيضاً أن يبقوا لفترات طويلة بعد تدمير منازلهم".
استيلاء على المنازل
وفي بيروت، اقتحم بعض النازحين مباني فارغة بحثاً عن مأوى، مما أثار ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية. وأعلنت قوى الأمن الداخلي أنها تعمل على إخراج هؤلاء النازحين وتوفير سكن بديل لهم.