نيهون هيدانكيو تفوز بـ«نوبل للسلام» .. سبعون عاماً من أجل نزع الأسلحة النووية

نيهون هيدانكيو تفوز بـ«نوبل للسلام» .. سبعون عاماً من أجل نزع الأسلحة النووية

 

من بين 286 مرشحًا هم 197 فردًا و89 منظمة تم ترشيحهم هذا العام، أعلنت لجنة جائزة نوبل عن منح منظمة نيهون هيدانكيو اليابانية -التي تضم الناجين من القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناجازاكي- جائزة نوبل للسلام، لجهودها الرامية إلى تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثبات حقيقة أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى من خلال شهادات الضحايا.

وعلى الرغم من تعدد الجهود الدولية التي سعت إلى حث المجتمع الدولي على الحد من الأسلحة النووية، تعتبر جهود الهيباكوشا -الناجين من هيروشيما وناجازاكي- فريدة من نوعها في هذا السياق الأوسع وفقًا للجنة نوبل.

حيثيات منح بالجائزة

اللجنة الجائزة في حيثيات منح بالجائزة أكدت أن هؤلاء الشهود التاريخيين ساعدوا في توليد وتعزيز المعارضة الواسعة النطاق للأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم من خلال الاستعانة بقصص شخصية، وإنشاء حملات تعليمية تستند إلى تجربتهم الخاصة، وإصدار تحذيرات عاجلة ضد انتشار الأسلحة النووية واستخدامها كما يساعدوننا على وصف ما لا يمكن وصفه، والتفكير في ما لا يمكن تصوره، وفهم الألم والمعاناة غير المفهومين الناجمين عن الأسلحة النووية.

وفي بيان الإعلان عن فوز المنظمة التي تسعى للحد من الانتشار النووي وجّهت لجنة نوبل تحذيرًا من أن القوى النووية تعمل على تحديث وتطوير ترساناتها؛ كما أن دولاً جديدة تستعد للحصول على أسلحة نووية وتطلق التهديدات باستخدام الأسلحة النووية في الحروب الدائرة. 

تجربة ورسالة

وقالت اللجنة: "في يوم من الأيام، لن يكون الهيباكوشا بيننا كشهود على التاريخ، ولكن بفضل ثقافة التذكر القوية والالتزام المستمر، تحمل الأجيال الجديدة في اليابان تجربة ورسالة الشهود، إنهم يلهمون الناس في جميع أنحاء العالم ويعلمونهم.. وبهذه الطريقة، يساعدون في الحفاظ على المحرمات النووية، وهو شرط أساسي لمستقبل سلمي للبشرية".

وفي أول رد فعل، أعرب توشيوكي ميماكي الرئيس المشارك لمنظمة نيهون هيدانكيو عن دهشته من الفوز "لم أحلم قط بالفوز بجائزة نوبل".

وضع الأطفال في غزة

ولم ينسَ ميكامي غزة، حيث أكد أن وضع الأطفال في غزة يشبه الوضع في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية "في غزة أطفال ملطخون بالدماء... الأمر أشبه بما حدث في اليابان قبل 80 عامًا".

نيهون هيدانكيو هي منظمة يابانية تأسست عام 1956 للدفاع عن حقوق الناجين من القصف النووي لهيروشيما وناجازاكي حيث واجه الناجون تحديات صحية واجتماعية طويلة الأمد بسبب التعرض للإشعاع.

وتلعب نيهون هيدانكيو دورًا محوريًا في زيادة الوعي بالتأثير الإنساني للأسلحة النووية، والدفع نحو نزع السلاح النووي، وضمان دعم الحكومة للرعاية الطبية وتعويض الهيباكوشا. 

منظمة نيهون هيدانكيو هي المنظمة الوحيدة التي تضم الناجين من القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي وجميع مسؤوليها وأعضائها من الهيباكوشا ويبلغ العدد الإجمالي للهيباكوشا الناجين الذين يعيشون في اليابان نحو 300 ألف شخص، بدءًا من مارس 1999.

جائزة نوبل للسلام 

جائزة نوبل للسلام هي الجائزة الأكثر شهرة في العالم وفقًا لقاموس أكسفورد للتاريخ المعاصر، وإلى جانب جوائز الكيمياء والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب والأدب، تمنح الجائزة منذ مارس 1901 للأشخاص الذين "قاموا بأكبر قدر أو أفضل عمل من أجل الأخوة بين الأمم، وإلغاء أو تقليص الجيوش النظامية وإقامة وتعزيز مؤتمرات السلام".

وطبقًا لوصية ألفريد نوبل، يتم اختيار الحائز على الجائزة من قبل لجنة نوبل النرويجية، وهي لجنة مكونة من خمسة أعضاء يعينهم برلمان النرويج، وتمنح الجائزة سنويًا في العاصمة النرويجية أوسلو في العاشر من ديسمبر.

ومُنحت الجائزة العام الماضي لمدافعة حقوق المرأة المسجونة نرجس محمدي من إيران عن عملها في "مكافحة اضطهاد المرأة في إيران".

ومن الجدير بالذكر أنه تم منح جائزة نوبل للسلام إلى 141 فائزًا؛ 111 فردًا و27 منظمة. وتعد ملالا يوسف أصغر حائز على جائزة السلام من أجل نضالها ضد قمع الأطفال والشباب ومن أجل حق جميع الأطفال في التعليم، ويعتبر جوزيف روتبلات أكبر فائز بالجائزة لجهوده الرامية إلى تقليص الدور الذي تلعبه الأسلحة النووية في السياسة الدولية، وفي الأمد البعيد، القضاء على مثل هذه الأسلحة.

ومن بين 111 شخصًا حصلوا على جائزة نوبل للسلام هناك 19 امرأة، وكانت المرة الأولى التي مُنحت فيها جائزة نوبل للسلام لامرأة في عام 1905، لبيرتا فون سوتنر.

ومن المعروف أن الجائزة مُنحت بعد الوفاة مرة واحدة، وكانت من نصيب داج همرشولد في عام 1961، ومنذ عام 1974 تنص قوانين مؤسسة نوبل على أنه لا يجوز منح الجائزة بعد الوفاة إلّا إذا حدثت الوفاة بعد الإعلان عن جائزة نوبل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية