رغم المخاوف.. الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة للإبداع في عالم التلفزيون

رغم المخاوف.. الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة للإبداع في عالم التلفزيون

شهد قطاع التلفزيون تطورات ملحوظة مع دخول الذكاء الاصطناعي (AI) إلى قلب العمليات الإنتاجية، ما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع ويساهم في تقليل التكاليف وتوفير الوقت. 

وتم تسليط الضوء في مؤتمر "ميبكوم" السنوي في مدينة كان الفرنسية، اليوم الثلاثاء، على تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأعمال الروائية والبرامج التلفزيونية، سواء على الشاشة أو خلف الكواليس، وفق وكالة "فرانس برس". 

تستذكر ماريان كاربنتييه، مديرة الابتكار في استوديوهات "نوين" التابعة لمجموعة "تي إف 1"، تجربتها الأولى مع الذكاء الاصطناعي أثناء جائحة كورونا، حيث تم استخدامه لاستبدال وجه ممثلة مريضة بغية إكمال تصوير مشهد في إحدى الحلقات. 

أكدت كاربنتييه، أن العملية تمت بسرعة وبتكلفة يسيرة ودون أن يلاحظ المشاهدون أي فرق، مما يعكس مدى فعالية التقنية. 

وأشارت رئيسة قسم النمو التسويقي في شركة "رانواي"، إميلي غولدن، إلى تجربة أخرى استخدم فيها الذكاء الاصطناعي لإنشاء لقطات واقعية جدًا للملاكم أنتوني جوشوا دون حضوره الفعلي، ما خفض التكلفة والوقت الإنتاجي بنسبة 50%.

دور الذكاء الاصطناعي 

ولا يقتصر الذكاء الاصطناعي على توليد لقطات، بل يمتد ليشمل تحسين جدولة التصوير وتنظيمه، خصوصًا في ظل التحديات المرتبطة بتوافر الممثلين والديكورات والمواقع. 

ويُمكنه توليد "لوحات الإلهام" التي تساعد على تصور الشكل النهائي للمسلسل أو الفيلم قبل بدء التصوير، وهو أمر بات ذا أهمية كبيرة في عالم الإنتاج.

الورش التدريبية والمخاوف

تتجه صناعة التلفزيون الأوروبية إلى تكثيف جهودها لمواكبة التطورات التي تقودها الولايات المتحدة في هذا المجال. 

ومن الأمثلة على ذلك إطلاق مهرجان "سيري مانيا" الفرنسي أول ورشة عمل لكتابة السيناريو تعتمد على الذكاء الاصطناعي. 

ويظل هناك قلق حول تأثير هذه التقنية على الإبداع، حيث يُعتقد أن الذكاء الاصطناعي يميل إلى إنتاج محتوى متجانس بجودة متوسطة، ما يحد من تفرد الأعمال الفنية.

تحديات ومخاطر

رغم المزايا الكبيرة، تبرز قضايا قانونية وأخلاقية تحتاج إلى معالجة، مثل حقوق الملكية الفكرية للبيانات المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي. 

يضاف إلى ذلك التهديد المحتمل للوظائف، حيث يعبر البعض عن مخاوفهم من أن يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد العاملين في هذا القطاع.

ورغم هذه المخاوف، هناك من يرى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرصًا جديدة، حيث سيحتاج الجمهور، في ظل توفر المزيد من الوقت بسبب الأتمتة، إلى المزيد من المحتوى لمشاهدته، ما يعزز الطلب على الأعمال الإبداعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية