«الصحة العالمية» تقود تعاوناً دولياً لمكافحة تفشي الملاريا في إيران

«الصحة العالمية» تقود تعاوناً دولياً لمكافحة تفشي الملاريا في إيران

دعمت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع حكومة اليابان، وزارة الصحة والتعليم الطبي في إيران لتعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على الملاريا في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد، إذ تعاني هذه المناطق من خطر مرتفع لنقل المرض، نتيجة للحركة الحدودية المتكررة بين أفغانستان وباكستان وجمهورية إيران الإسلامية، مما يهدد حق السكان في الصحة والحماية من الأمراض المعدية.

ووفقا لبيان نشرته منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، فقد قدمت المنظمة 4902 خيمة مقاومة للبعوض لتوفير بيئة خالية من البعوض للأفراد المعرضين لخطر الإصابة، خاصة السائقين الذين يسافرون بشكل متكرر بين الدول الثلاث، بالإضافة لحراس الحدود والعاملين في القطاع الصحي بالمناطق عالية الخطورة.

تم توزيع هذه الخيام على ثلاث جامعات للعلوم الطبية في محافظة سيستان وبلوشستان، هي: زاهدان، وإيرانشهر، وشابهار. وتولت هذه الجامعات مهمة الإشراف على التوزيع النهائي للخيام داخل المحافظة.

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في إيران، الدكتور سيد جعفر حسين، أهمية هذه الجهود قائلاً: “من خلال توفير الحماية من لسعات البعوض، تسهم هذه الخيام في تقليل خطر انتقال الملاريا.. هذه المبادرة تعكس الجهود المشتركة للشركاء الدوليين في مواجهة التحديات الصحية العامة ودعم المجتمعات الأكثر ضعفًا.”

الوقاية والعلاج

وبجانب الخيام، تبرعت منظمة الصحة العالمية بـ50 ألف اختبار سريع لتشخيص الملاريا، تمثل هذه الاختبارات أداة حيوية في مكافحة الملاريا، إذ تقدم دليلاً واضحًا على وجود الطفيليات المسببة للمرض في الدم البشري، مما يتيح العلاج في الوقت المناسب ويقلل من المضاعفات الخطيرة.

يتولى مركز السيطرة على الأمراض المعدية التابع لوزارة الصحة والتعليم الطبي توزيع هذه الاختبارات على المراكز الصحية والمستشفيات في محافظة سيستان وبلوشستان عبر الجامعات الثلاث.

تعزيز أنظمة الرعاية الصحية

وأوضح د. حسين، أن تأثير هذه التبرعات يمتد إلى ما هو أبعد من الوقاية الفورية والتشخيص، حيث قال: “بفضل دعم حكومة اليابان، هذه الجهود لا تقتصر فقط على الوقاية من الملاريا، بل تسهم في تعزيز قدرات النظام الصحي المحلي، حيث توفر الاختبارات التشخيصية السريعة ضمانًا للكشف المبكر عن الحالات المشتبه بها، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض شديدة أو الوفاة، أما الخيام المقاومة للبعوض فتعد وسيلة فعالة وعملية لحماية الفئات الأكثر عرضة، مما يساعد على كسر حلقة انتقال المرض”.

جاء هذا المشروع استجابة للزيادة الكبيرة في حالات الملاريا في محافظة سيستان وبلوشستان، نتيجة للفيضانات التي ضربت باكستان في عام 2022، وسعى المشروع إلى تعزيز قدرة إيران على مواجهة تهديد الملاريا ومنع انتشار المرض.

أكد السفير الياباني في إيران، تاماكي تسوكادا، أهمية هذه الجهود قائلاً: “حققت اليابان إنجازات كبيرة في مكافحة الملاريا باستخدام وسائل مشابهة في دول أخرى حول العالم.. نأمل أن تسهم الخيام، والمبيدات الحشرية، وأطقم الفحص التشخيصية المقدمة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في حماية سكان المحافظة وتقليل عدد المصابين بالملاريا".

المكافحة بالمبيدات الحشرية

عززت منظمة الصحة العالمية جهودها من خلال توفير مبيدات حشرية فعالة، بما في ذلك دلتا مثرين، وبندي كارب، وفلودورا فيوجن، وهي مواد أساسية في استراتيجيات مكافحة ناقلات الأمراض، ستكمل هذه المبيدات تدابير مكافحة الملاريا الأخرى، مثل توزيع الشباك المقاومة للبعوض وتطبيق برامج رش المبيدات في الأماكن المغلقة.

ساهم الدعم الشامل الذي قدمته منظمة الصحة العالمية والحكومة اليابانية في تعزيز القدرة على مكافحة الملاريا وحماية الصحة العامة والرفاهية للمجتمعات المتضررة. 

يعكس هذا التعاون بين الشركاء الدوليين والسلطات المحلية أهمية التضامن والمسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات الصحية العالمية.

وتظل مكافحة الملاريا في إيران تتطلب التزامًا مستمرًا من جميع الأطراف المعنية، ومن خلال دعم منظمة الصحة العالمية المتواصل وتضافر جهود وزارة الصحة والتعليم الطبي ومقدمي الرعاية الصحية المحليين، يمكن تحقيق تأثير ملموس في حياة الأشخاص المعرضين للخطر.

واختتمت منظمة الصحة العالمية بيانها، قائلة: "معًا، نمهّد الطريق نحو مستقبل خالٍ من الملاريا في جنوب شرق إيران، مما يجلب الراحة والأمل للعديد من الأفراد والعائلات".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية