مدير منظمة الصحة العالمية: وضع كارثي يهدد حياة المرضى شمال قطاع غزة
مدير منظمة الصحة العالمية: وضع كارثي يهدد حياة المرضى شمال قطاع غزة
حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد في شمال قطاع غزة، الذي يعاني من آثار الدمار والنقص الحاد في المستلزمات الطبية.
وأشار غبرييسوس في بيان يوم السبت إلى أن العمليات العسكرية المكثفة تمتد داخل وحول المنشآت الصحية، مما يضاعف من معاناة المرضى والعاملين في القطاع الصحي.
تهديد للمستشفيات ونقص في الإمدادات
أوضح غبرييسوس أن المستشفيات، وخاصة مستشفى كمال عدوان، تشهد نقصًا حادًا في المعدات الطبية الضرورية، في ظل وصول محدود للغاية للإمدادات، وأضاف أن المستشفى تعرض لهجوم يوم الجمعة أسفر عن وفاة طفلين، وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة، التي اتهمت القوات الإسرائيلية باعتقال مئات من الكوادر الطبية والمرضى والمقيمين داخله.
إصابات واعتقالات بين الطواقم الطبية
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة ثلاثة معالجين وموظف، بينما تم احتجاز عشرات العاملين داخل المستشفى، وصرح غبرييسوس أن الطاقم الطبي المتبقي بات يقتصر على موظفة واحدة ومدير المستشفى وطبيب واحد لرعاية نحو مئتي مريض يحتاجون إلى علاجات فورية.
دعوة لحماية المنشآت الطبية
ندد غبرييسوس بتعرض النظام الصحي في غزة لهجمات متواصلة منذ أكثر من عام، مؤكدًا ضرورة حماية المنشآت الصحية من تداعيات النزاعات، وشدد على أن استهداف المستشفيات يمثل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، مطالبًا بوقف إطلاق النار فورًا لإنقاذ ما تبقى من نظام الرعاية الصحية في غزة.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 42 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 100 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.