«الغارديان»: اتهامات للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بسوء السلوك الجنسي

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، متهم بمحاولة إقناع ضحية مزعومة للتنصل من ادعاءات سوء السلوك الجنسي ضده، مشيرة إلى أن مصادر مطلعة كشفت أن خان ومسؤولًا آخر مقربًا منه حثا المرأة مرارًا على نفي الادعاءات المتعلقة بسلوكه.

ووفق تقرير نشرته الصحيفة، الاثنين، تتضمن الاتهامات الموجهة  إلى خان، البالغ من العمر 54 عامًا، حالات من التحرش الجنسي وإساءة استخدام السلطة، بما في ذلك حادثة يُزعم أنه تحرش بإحدى السيدات. 

وتأتي هذه الادعاءات بعد أن علم خان أن سلطات المحكمة كانت على علم بالشكاوى، مما دفعه إلى محاولة ردع المرأة عن متابعة ادعاءاتها، وفق "الغارديان".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر متعددة، أنه تم التواصل مع الضحية المزعومة عبر مكالمات هاتفية وزيارات شخصية، رغم النصائح التي تلقتها بعدم الاتصال بها مباشرة بعد فشل تحقيق داخلي في القضية. 

وفي اتصال مع صحيفة الغارديان، نفى خان بشدة هذه المزاعم، مؤكداً أنه لا صحة لها، وأنه لم يسبق تقديم شكوى ضده خلال 30 عامًا من العمل في مجالات متنوعة.

ردود الفعل على الاتهامات

ورغم أن المرأة التي تتعلق بها الاتهامات، والتي تعمل محامية مرموقة، رفضت التعليق، أبلغت زملاءها بأنها لم توافق على طلبات إنكار الادعاءات. 

وأفادت مصادر بأنها تشعر بصدمة نفسية وضغوطات عاطفية شديدة بسبب هذه الظروف، وقد امتنعت في البداية عن تقديم شكوى خشية من الانتقام أو استغلال القضية من قبل إسرائيل أو معارضي المحكمة.

وأكد أحد المصادر القريبة من الضحية: "لم تكن تريد أيًا من هذا أبدًا"، مشيرًا إلى أن محاولة خان لإقناعها بنفي الادعاءات أجبرتها على اتخاذ موقف صعب.

أزمة المحكمة الجنائية

تأتي هذه الاتهامات في وقت حساس بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية، التي تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة، ويدرس قضاة المحكمة حاليًا طلبات خان المثيرة للجدل بإصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة. 

ويشير مسؤولون داخل المحكمة إلى أن الاتهامات قد تكون جزءًا من حملة تشويه، في سياق استغلال خصوم المحكمة للموقف.

وقد أثارت هذه المزاعم مخاوف بشأن النزاهة وفعالية المحكمة في تنفيذ مهامها كهيئة قضائية دولية، خصوصًا مع تزايد الجدل حول دورها في محاكمة الفظائع.

ضغوط وتهديدات

بينما لم يتهم خان إسرائيل صراحة بالوقوف وراء هذه الادعاءات، أشار إلى أنه هو وفريقه قد يكونوا تعرضوا لمجموعة من الضغوطات والتهديدات. 

وكشفت صحيفة الغارديان في وقت سابق عن حملة مضادة للمحكمة من قبل وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الوضع ويثير تساؤلات حول الخلفية السياسية لهذه الاتهامات.