«إنقاذ الطفولة»: العاصفة «ترامي» حرمت 19 مليون طالب من التعليم
«إنقاذ الطفولة»: العاصفة «ترامي» حرمت 19 مليون طالب من التعليم
أدت العاصفة "ترامي"، التي تُعد واحدة من أقوى العواصف التي ضربت الفلبين هذا العام، إلى تعطيل التعليم لأكثر من 90% من الأطفال المسجلين في المدارس.
ووفقاً لما ذكرته منظمة "إنقاذ الطفولة" في بيان لها، اليوم الثلاثاء، تسببت هذه الكارثة الطبيعية في خسائر فادحة في الأرواح وأضرار جسيمة بالبنية التحتية، ما أثر بشكل مباشر على حق الأطفال في التعليم والاستقرار.
وضربت العاصفة، المعروفة محلياً باسم "كريستين"، الفلبين الأسبوع الماضي، وتسببت في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات أودت بحياة ما لا يقل عن 125 شخصاً، من بينهم 15 طفلاً، وألحقت أضراراً بالبنية التحتية الأساسية، ووضعت نحو 250 ألف طفل في مواجهة مع تحديات يومية تتعلق بالتعليم والصحة والأمان.
وأفادت وزارة التعليم بأن العاصفة أدت إلى إغلاق المدارس وتعطيل التعليم لأكثر من 19 مليون طالب، بعد عمليات إجلاء شملت 805 آلاف أسرة، وذلك في ظل سلسلة من الكوارث المرتبطة بتغير المناخ التي شهدها العام الجاري.
تمثل الفلبين واحدة من أكثر دول العالم عرضة للكوارث، ما يفرض مزيداً من التحديات على حقوق الأطفال في الاستقرار والتعليم والرعاية.
سلامة الأطفال
أدى نزوح أكثر من 75 ألف أسرة إلى مراكز الإجلاء المنتشرة في أنحاء البلاد، إلى تصاعد المخاوف بشأن إمكانية حصول الأطفال على مياه شرب نظيفة، وتهديدات الأمراض المنقولة عبر المياه، وازدياد حالات نقص الغذاء، وأثرت الظروف الحالية سلباً على سلامة الأطفال، وحقهم في بيئة آمنة وصحية.
وقالت مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة "إنقاذ الطفولة" الفلبين، فايزة علي: "عانى العديد من المناطق المتضررة من الفقر، إذ تعيش العديد من المجتمعات في ظروف اجتماعية واقتصادية هشة للغاية.. يعرض هذا الوضع العائلات المتضررة، ولا سيما الأطفال، لخطر انعدام الأمن الغذائي المطول، وتفاقم المخاطر الصحية، إضافة إلى تعطيل التعليم بسبب الأضرار البالغة التي لحقت بالمرافق السكنية والتعليمية".
وأشارت إلى أن "تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية والنزوح الكبير يزيد من احتمال تفشي الأمراض المعدية، ويُعزز احتمالية حدوث أزمة غذائية حادة، خاصةً بين الأطفال، نتيجة نقص الإمدادات الغذائية والخسائر في القطاع الزراعي".
وأوضحت أن الأسر المتضررة لم تتعافَ بعد من الآثار السلبية للكوارث السابقة مثل إعصار "ياغي" و"جايمي"، وظاهرة "النينيو"، مما يزيد من هشاشة وضعهم الحالي.
استجابة عاجلة لاحتياجات الأطفال
وصل فريق منظمة "إنقاذ الطفولة" إلى موقع الانهيار الأرضي في منطقة "تاليساي"، الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومتراً جنوب العاصمة مانيلا، لتقييم الاحتياجات الماسة للأطفال والعائلات المتضررة.
وتخطط المنظمة لتقديم دعم مباشر يشمل توزيع مستلزمات النظافة الشخصية وتقديم مساعدات نقدية طارئة للعائلات، وإنشاء مساحات تعليمية آمنة ومؤقتة للأطفال.
ودعا الرئيس التنفيذي لمنظمة "إنقاذ الطفولة" في الفلبين، ألبرتو مويوت، الشركات والأفراد إلى تقديم تعهدات بالدعم قبل وقوع الكوارث، وذلك لضمان توفر استجابة سريعة وفعّالة في حالات الطوارئ.
وقال مويوت، إنه يجب أن تكون أولويتنا الوصول إلى الأطفال ومساعدتهم على الاستعداد لمواجهة الكوارث قبل حدوثها.. نحن ندرك أن الكوارث الطبيعية ستضرب الفلبين مرة أخرى نظراً لكونها من الدول الأكثر عرضة لهذه المخاطر، لذا علينا التحضير والتجهيز لمواجهتها مسبقاً".
وتعمل منظمة "إنقاذ الطفولة" في الفلبين منذ عام 1981، حيث تقدم برامج واسعة تشمل الاستجابة الإنسانية، والرعاية الصحية والتغذية، والتعليم، وتعزيز حقوق وحماية الأطفال.