«جامعات الحطب» في جنوب السودان يواجهن الأفاعي والتماسيح لإعالة أسرهن

«جامعات الحطب» في جنوب السودان يواجهن الأفاعي والتماسيح لإعالة أسرهن
"جامعات الحطب" في جنوب السودان

"نعلم أن مناطق جمع الحطب غير آمنة بسبب التهديد بالعنف، ومهاجمة الحيوانات برية، والأفاعي والتماسيح، ومع ذلك يتعين علينا عبور حقول تغمرها المياه للحصول على الحطب"، هكذا قالت "ديانغ جوي توتشار"، (39 سنة)، أرملة وأم لخمسة أطفال، في جنوب السودان.

وقالت "نياشار جاتني ريال"، (38 عامًا)، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان: "كنت أجمع الحطب، وأصنع الفحم، وأبيع الحليب الطازج، أعمل أي شيء للمساعدة في تلبية احتياجات عائلتنا" ، والآن أقوم ببيع الشاي في السوق المحلية لكسب بعض المال.

"ريال" واحدة من بين نحو 220 ألف شخص هُدمت منازلهم وتقطعت سبل عيشهم بسبب الفيضانات في ولاية الوحدة بجنوب السودان في يوليو 2020، والذين أمضوا سنوات في التنقل بحثًا عن ملاذ آمن في مخيمات النازحين داخليًا.

ودمرت الفيضانات المحاصيل والمنازل، وتركت الآلاف من الأسر الفقيرة بالفعل دون أي مأوى أو وسيلة لكسب لقمة العيش.

ويعرض النزاع المستمر وانعدام الأمن المتزايد في جنوب السودان النساء والفتيات لمخاطر أكبر من أي وقت مضى من العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي.

ويقدر أن 2.6 مليون شخص في جنوب السودان معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في عام 2022، بزيادة مذهلة بنسبة 25% على تقديرات عام 2021. 

ما يقرب من 40% من النساء والفتيات يتعين عليهن تجنب الأماكن العامة الأساسية مثل نقاط المياه والأسواق، فضلاً عن مواقع جمع الحطب، خوفًا من التعرض للاعتداء أو الاغتصاب أو الاستغلال الجنسي.

ولكن لم يكن لدى العديد من النساء مثل "ريال"، و"توتشار" حل آخر، حيث أُجبرن على التنقل مع أطفالهن، من ولاية الوحدة التي تمزقها النزاعات هربًا من العنف والفيضانات والجفاف، في بحث دائم عن الأمان والأمن.

يذكر أن أكثر من ثلثي سكان جنوب السودان -نحو 8.9 مليون شخص– يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للنجاة من الأزمات المتتالية، وانتشار العنف والصراع المتأصل وتحديات الصحة العامة والصدمات المناخية الكارثية.

في جميع أنحاء جنوب السودان، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المساحات الآمنة للنساء والفتيات المتأثرات بالأزمات الإنسانية، ويوفر خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والحماية والمعلومات في بيئة آمنة لأكثر من 3300 ناجية في عام 2021، كما يقدم الموظفون أيضًا لحالات الناجيات، الدعم النفسي والاجتماعي الفردي، والإحالة إلى الخدمات القانونية إذا لزم الأمر.

ولمساعدة النساء والفتيات على استعادة اعتمادهن على الذات وكسب لقمة العيش في بيئات أقل خطورة، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان مجموعة متنوعة من التدريب على المهارات الحياتية، يمكن أن يتراوح ذلك من تعلم كيفية تفصيل الملابس أو صنع المجوهرات، إلى إنتاج فوط صحية قابلة لإعادة الاستخدام وأقنعة للوجه، وبالفعل اغتنمت أكثر من 700 ألف امرأة وفتاة هذه الفرص في عام 2020 وحده.

أما بالنسبة لـ"ريال"، فقالت إنها رأت الكثير من النساء مهجورات أو مهددات من أزواجهن، وإنهن عندما لم يعدن قادرات على إعالة أسرهن، غالبًا ما يسافرن في مجموعات كبيرة لحماية أنفسهن عند الخروج للعمل، والتأكد من العودة قبل حلول الليل.

وأوضحت السيدة توتشار: "ليس لدينا أي خيار آخر، علينا أن نعيش ونعول عائلاتنا. نحتاج إلى إرسال أطفالنا إلى المدرسة".

ويعد أكثر من نصف مليوني نازح حاليًا داخل جنوب السودان من النساء والفتيات المعرضات بشكل كبير للعنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج القسري وزواج الأطفال. 

ويلجأ العديد من الآباء إلى زواج الأطفال والزواج القسري كضمان للهروب من الفقر المدقع، لا سيما أثناء الأزمات وعندما لا يستطيعون تحمل تكاليف إرسال الفتيات الصغيرات إلى المدرسة، حيث تقدر اليونيسف أن نصف الفتيات في جنوب السودان يتزوجن قبل سن 18.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية