«واشنطن بوست»: قوات الدعم السريع تتبع سياسة «الأرض المحروقة» في السودان
«واشنطن بوست»: قوات الدعم السريع تتبع سياسة «الأرض المحروقة» في السودان
قالت صحيفة واشنطن بوست إن ميليشيا الدعم السريع في السودان ترتكب انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، تشمل عمليات قتل واغتصاب جماعي وعنف جنسي، وذلك عقابًا على انشقاق القيادي أبوعاقلة كيكل والتحاقه بالجيش السوداني.
مأساة المدنيين والمعاناة المتواصلة
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها الأحد إن قوات الدعم السريع تتبع سياسة "الأرض المحروقة" في السودان وتدمير مقومات الحياة، وتطرقت إلى قصص مروعة لناجين اضطروا للهرب سيرًا على الأقدام عبر الصحراء للوصول إلى المساعدة، بينما واجهت نساء وأطفال انتهاكات مروعة، حيث تعرض العديد من النساء للاغتصاب الجماعي أمام أسرهن، ما دفع ببعضهن إلى الانتحار، وفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان.
وذكر أحد شهود العيان للصحيفة أن رجالًا حاولوا حماية أسرهم تعرضوا لإطلاق النار، وروى أحد القرويين كيف هرب السكان من قراهم إلى الحقول التي أحرقت لاحقًا، في حين توفيت امرأة خلال ولادتها أثناء محاولتها الفرار.
سياسة الأرض المحروقة
وفقا للصحيفة، اعتمدت ميليشيا الدعم السريع على سياسة "الأرض المحروقة"، حيث دمرت ما لا يمكنها الاستيلاء عليه، من محاصيل زراعية إلى معدات وخدمات حيوية. وأكد هيثم الشريف، المتحدث باسم مؤتمر الجزيرة، أن الميليشيا اجتاحت أكثر من 30 قرية، حيث قتلت واحتجزت الرجال، واغتصبت النساء، وأحرقت المحاصيل، وأسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص في تمبول و124 في سريحة.
استهداف النساء والأطفال
أشارت وزارة الصحة في ولاية الجزيرة إلى تعرض النساء والفتيات بين 6 و60 عامًا للعنف الجنسي، وتدمير ستة مرافق صحية، وقتل عاملين صحيين. وشهد عوض أحمد أرباب، أحد السكان المحليين، بأن شوارع القرى امتلأت بالجثث بعد الهجمات، ووصف كيف حاول الشبان حماية شقيقاتهم من الاعتداءات الجنسية ليواجهوا إطلاق النار، بينما ماتت أم ورضيعها أثناء فرارهم من الميليشيا.
تدمير البنية التحتية
ولم تقتصر -بحسب الصحيفة- عمليات التخريب التي تقوم بها قوات الدعم السريع على استهداف البشر، بل طالت عملياتهم المرافق الحيوية، حيث دمروا مضخات المياه وأطلقوا النار على الأنابيب لمنع الأهالي من الحصول على المياه، ونهبوا السيارات وألواح الطاقة الشمسية، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
اغتصاب جماعي وانتحار قسري
ذكرت هالة الكارب، رئيسة المبادرة الاستراتيجية للمرأة في منطقة القرن الإفريقي، أن العديد من النساء تعرضن للاغتصاب الجماعي في منازلهن أمام أفراد أسرهن، وقتلت أولئك اللاتي حاولن المقاومة، وتم اختطاف ممرضتين وفتاة قاصر، وأضافت أن فتاة تبلغ 13 عامًا تعرضت للاغتصاب الجماعي واضطرت للهرب عبر الصحراء وهي تنزف بشدة، فيما أقدمت ثلاث نساء أخريات تعرضن لاعتداءات مشابهة على الانتحار.
نزوح جماعي بسبب الانتهاكات
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي 120 ألف شخص فروا من منازلهم في الجزيرة خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة لهذه الانتهاكات، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي في ظل تصاعد العنف والانتهاكات في المنطقة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.