«فرانس برس»: سلطات كيبيك الكندية تتيح «القتل الرحيم» للمرضى قبل تدهور حالتهم
«فرانس برس»: سلطات كيبيك الكندية تتيح «القتل الرحيم» للمرضى قبل تدهور حالتهم
بعد معاناة طويلة من مرض ألزهايمر، تجد ساندرا ديمونتيني (45 عامًا)، من مقاطعة كيبيك الكندية، أخيرًا شعورًا بـ"الراحة" بعدما أتيحت لها إمكانية تقديم "طلب مسبق" للحصول على القتل الرحيم قبل تفاقم حالتها.
يسمح هذا الإجراء الجديد، الذي اعتمدته المقاطعة هذا الأسبوع، للأشخاص المصابين بأمراض عصبية تنكسية بتقديم طلب مسبق لإنهاء حياتهم وفق ما أوردته "فرانس برس" الأحد، كإجراء وقائي يمنحهم القدرة على اتخاذ قراراتهم في الوقت الذي لا يزالون فيه واعين وقادرين على التعبير عن رغبتهم.
تعبر ساندرا، التي عانت عائلتها من تجربة مؤلمة مع ألزهايمر، عن سعادتها بقدرتها على "السيطرة على ما تبقى من حياتها"، هذا القرار الذي اتخذته سلطات كيبيك في كندا يجعلها من بين المناطق القليلة في العالم، بجانب هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وكولومبيا، التي تسمح بتقديم طلبات مسبقة للقتل الرحيم.
معايير صارمة وتحديات أخلاقية
تخضع عملية القتل الرحيم في كيبيك لمعايير صارمة؛ إذ يتعين على المريض تحديد الأعراض غير المحتملة، مثل فقدان التعرف على أطفاله أو التبول اللاإرادي، وتوضيح الظروف التي تتطلب تنفيذ الطلب. وينبغي أن تتم الموافقة على الطلب من قبل طبيبين أو ممرضين متخصصين يؤكدان وجود "معاناة جسدية أو نفسية مستمرة لا تُحتمل".
ورغم أن هذا الإجراء يحظى بقبول واسع في المقاطعة، فإنه يثير تحفظات بين الأطباء. إذ يرى بعضهم صعوبة في تنفيذ القتل الرحيم على مريض قد لا يتذكر حتى أنه طلب ذلك سابقًا. ويوضح الطبيب دافيد لوسييه، عضو لجنة الرعاية بنهاية الحياة، أن مقاومة المريض يمكن أن تثير أسئلة أخلاقية حادة.
مخاوف وتحديات أخلاقية
تتزايد المخاوف من أن تتطلب بعض الحالات تقييد المريض لتمكين الطاقم الطبي من تنفيذ القتل الرحيم، ما قد يخلق حالة من الجدل العائلي، وفقًا للطبيب كلود ريفار الذي أجرى مئات الحالات من القتل الرحيم، ويقول الطبيب لوران بوافير، الذي ينفذ القتل الرحيم منذ 2015، إنه على استعداد للاستجابة لرغبات المرضى المؤهلين الذين يعانون من تدهور في حياتهم يجعلهم يشعرون بفقدان الكرامة.
يمثل هذا القرار خطوة جديدة في مجال الرعاية الصحية في كيبيك، بين تمكين المرضى من قرار إنهاء حياتهم وفق إرادتهم ومراعاة الجوانب الأخلاقية المعقدة التي تثير تساؤلات عميقة حول تطبيق القتل الرحيم بشكل إنساني ومناسب.