«أوتشا»: خسائر الزراعة بالفلبين تتجاوز 100 مليون دولار بسبب الإعصار «ترامي»
«أوتشا»: خسائر الزراعة بالفلبين تتجاوز 100 مليون دولار بسبب الإعصار «ترامي»
تواصل العاصفة المدارية "ترامي"، المعروفة في الفلبين باسم "كريستين"، تأثيراتها الكارثية على مناطق واسعة من البلاد، بعد أسبوعين من ضربها المنطقة الخامسة، والتي تسببت في انهيارات أرضية وفيضانات شديدة ألحقّت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية والقطاعات الزراعية.
ووفقا لبيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الأربعاء، رغم انحسار مياه الفيضانات في بعض المناطق، لا تزال التحديات قائمة أمام عمليات الإغاثة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمجتمعات المتضررة.
وفي الوقت الذي كان فيه الوضع الإنساني في المناطق الأكثر تضررًا يتفاقم، مرّ الإعصار المداري “كونغ-ري”، المعروف محليا باسم "ليون"، الذي اشتد ليصبح إعصارًا فائق القوة، بالقرب من السواحل الشرقية للفلبين، ما زاد حدة الأمطار والرياح في المناطق التي كانت قد تأثرت سابقًا بالعاصفة "ترامي".
وفي ظل الأضرار الواسعة التي خلفتها العاصفة السابقة، من المتوقع أن يؤدي مسار الإعصار المداري "كونغ-ري" إلى زيادة تأثيرات الطقس السيئ في مناطق شمال لوزون وجزر باتانيس، مع هطول مزيد من الأمطار ورياح شديدة، ويؤكد الخبراء أن الوضع الإنساني يزداد تعقيدًا مع تواصل الظروف الجوية القاسية في المناطق المتأثرة.
ارتفاع أعداد المتضررين
بحسب تقرير صادر عن "المجلس الوطني لتخفيض وإدارة مخاطر الكوارث" في الفلبين، حتى تاريخ 5 نوفمبر 2024، فإن العاصفتين "ترامي" و"كونغ-ري" قد أثرّتا على أكثر من 8.8 مليون شخص، أي نحو 2.25 مليون أسرة، في حين أن الأوضاع في مناطق عديدة، خاصة في المنطقة الخامسة، لا تزال صعبة جدًا.
ويوجد حاليًا أكثر من 711 ألف شخص في وضع نزوح، بينهم 194 ألفًا في مراكز إيواء مؤقتة و517 ألفًا يقيمون في أماكن أخرى، وكانت مناطق "كمرين سور" و"ألبي"، التي تقع في المنطقة الخامسة، كانت الأكثر تأثرًا، حيث تعرضت لفيضانات هائلة حولت هذه المناطق إلى مناطق شبه معزولة، وأدى الوضع الراهن إلى تسجيل 151 حالة وفاة، و134 إصابة، و21 مفقودًا، وفقًا لآخر التحديثات الرسمية.
الآثار على القطاع الزراعي
تظهر التقييمات الميدانية، التي أجراها الشركاء الإنسانيون، صورة أوضح عن حجم الكارثة التي لحقت بالقطاع الزراعي الفلبيني، فقد تضرر نحو 111411 من المزارعين والصيادين في المناطق التي تأثرت بالفيضانات والانهيارات الأرضية.
وبلغت التقديرات الأولية للخسائر في هذا القطاع نحو 102 مليون دولار (أي ما يعادل 6 مليارات بيسو فلبيني)، وتم تدمير العديد من الأراضي الزراعية بسبب الفيضانات، حيث لا تزال غارقة في المياه، مما يعيق بدء عمليات إعادة الزراعة في الوقت الراهن.
وفي هذه الأثناء، يواجه السكان صعوبة في الوصول إلى الغذاء، خاصة في المناطق الفقيرة والمعزولة التي تعيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة حتى قبل الكارثة، وكان من بين الأكثر تضررًا الأمهات الحوامل والمرضعات، الذين يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية الأساسية.
احتياجات إنسانية عاجلة
أظهر "التقرير السريع الموحد" الذي أعده الشركاء الإنسانيون أن هناك فجوات كبيرة في الاستجابة الإنسانية في العديد من المجالات الحيوية، وبينما أظهرت التقييمات نقصًا في خدمات المياه والصرف الصحي، كان هناك أيضًا نقص في الأدوات غير الغذائية مثل أدوات المطبخ، وأطقم النوم، والأدوات اللازمة لإصلاح المأوى الطارئ.
وتم تحديد احتياج ملح إلى دعم خدمات الحماية، خاصة في ما يتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، مع التركيز على حماية الفتيات والنساء، وضمان حصولهن على مستلزمات الكرامة، بالإضافة إلى ذلك، أظهر التقييم وجود حاجة ملحة إلى تعزيز أنظمة جمع البيانات وإدارة المعلومات لتسهيل التخطيط الموجه من قبل السلطات الحكومية والمنظمات الإنسانية.
الاحتياجات المستدامة
مع استمرار الوضع الراهن، تبرز الحاجة إلى دعم مستدام للمجتمعات التي تضررت من العواصف، حيث يعاني المزارعون والصيادون في المناطق الساحلية المعزولة بشكل خاص من صعوبة في تأمين سبل العيش نتيجة الأضرار التي لحقت بمزارعهم ومصائدهم.
وعلى الرغم من أن المساعدات الإغاثية قد تم تقديمها في الأيام الأولى من الاستجابة، فإن الوصول إلى المناطق البعيدة يظل تحديًا كبيرًا، وفي الوقت الذي تواصل فيه الفرق الإنسانية العمل على تقديم الدعم، فإن تلبية احتياجات المجتمعات المتضررة تستدعي جهودًا مستمرة وطويلة الأمد لضمان التعافي الكامل من آثار الكارثة.