شيرين أبو عاقلة.. بعد أكثر من عامين على مقتلها.. الفاعل يفلت من العقاب

شيرين أبو عاقلة.. بعد أكثر من عامين على مقتلها.. الفاعل يفلت من العقاب
شيرين أبو عاقلة

مختلفًا هذا العام، حلّ اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الثاني من نوفمبر من كل عام، الذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 68/163  لحث الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية، واختير التاريخ لإحياء ذكرى اغتيال صحفيَين فرنسيَين في مالي، في 2 نوفمبر 2013.

خصوصية اليوم هذا العام جاءت لكونه يتزامن مع عمليات القتل والاستهداف والانتهاكات المستمرة بلا توقف، في حق الصحفيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، فالعشرات منهم سقطوا ضحايا الاستهداف الإسرائيلي المتعمد لهم، ضمن محاولاته حجب الحقيقة عن أعين الرأي العام العالمي.

ما حدث للصحفيين في قطاع غزة على مدى عام كامل لم يكن إلا استمرارًا لنهج تبنته إسرائيل في استهداف ناقلي الحقيقة من أحد أكثر بقاع العالم بؤسًا، ولم تتكفل إسرائيل ببذل أدنى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الإنصاف المناسبة كما تدعو الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من كون معدل الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين مرتفعاً ومتواصلًا، فضلاً عن ظهور أشكال جديدة من التهديدات على مستوى العالم، فإن الأمر في إسرائيل أكثر فداحة، ويشير إلى عملية ممنهجة لقتل الحقيقة وناقليها.

ولا مثال على ذلك أكثر مأساوية من اغتيال الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة في 11 مايو 2022، خلال تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين؛ عندما أطلق جندي من قوات النخبة الإسرائيلية الرصاص عليها.

شيرين أبوعاقلة، التي لم تحمِها خوذة وسترة زرقاء مكتوب عليها بوضوح "صحافة"، لا تزال قضيتها محرومة من العدالة بينما يتمتع قاتلوها بـ"الإفلات من العقاب".

كانت "أبوعاقلة" واحدة من أبرز الأسماء الصحفية في جميع أنحاء الشرق الأوسط لعقود من عملها في تقديم التقارير الصحفية من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولدت شيرين في إبريل 1971 في القدس لأسرة مسيحيّة تعود جذورها إلى مدينة بيت لحم، وفي طفولتها أمضت بعض الوقت في الولايات المتحدة، وحصلت على الجنسية الأمريكية من خلال أفراد عائلة والدتها الذين عاشوا في نيوجيرسي، والتحقت أبو عاقلة بالمدرسة الثانوية في مدرسة راهبات الوردية الثانوية في بيت حنينا، ثم التحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية لدراسة الهندسة المعمارية، لكنها قررت عدم ممارسة المهنة، لتقرر الانتقال إلى جامعة اليرموك وتخرجت منها بدرجة البكالوريوس في الصحافة المطبوعة ومن ثم عادت إلى فلسطين.

ومن إذاعة مونت كارلو ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى وفضائية عمان انتقلت إلى فضائية الجزيرة، وبرزت كواحدة من أبرز الصحفيات العرب والفلسطينيين خصوصاً في تغطيتها الانتفاضة الثانية ومعركة جنين في 2002 والعمليات العسكرية في غزة، وكانت أول صحفية عربية يُسمح لها بالدخول إلى سجن كيشما وأجرت مقابلات مع السجناء الفلسطينيين.

وفي الذكرى الأولى لاغتيالها، مايو 2023، اعتذر الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل "شيرين"، وعلى الرغم من المصطلحات الفضفاضة التي استخدمها الاحتلال في الاعتذار، لم يقدم أي متورط في عملية الاغتيال للمساءلة القانونية.

بعد اغتيالها، كُرِّمت "شيرين" على نطاق واسع، وأطلقت الجوائز والتكريمات التي تحمل اسمها، وفي 2024 أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفورية إطلاق جائزة باسم الشهيدة الصحفية شيرين أبوعاقلة، تكريمًا لشجاعة والتزام الصحفيات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية