«فايننشال تايمز»: تصويت «برونكس» لصالح ترامب يكشف غياب الاهتمام بالمهاجرين
«فايننشال تايمز»: تصويت «برونكس» لصالح ترامب يكشف غياب الاهتمام بالمهاجرين
شهد حي برونكس في مدينة نيويورك تحولًا تاريخيًا في التصويت، حيث تخلت شريحة كبيرة من المهاجرين في المنطقة عن دعمهم التقليدي للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن يحيى عبيد، المهاجر اليمني الذي يعمل في إدارة حركة الطيران بمطار جون كينيدي، عن استيائه من تهميش الحزب الديمقراطي للجالية المسلمة.
وقال عبيد، إنه في الانتخابات الأخيرة، صوت هو وزملاؤه من المجتمع المسلم في برونكس لصالح ترامب، إلى جانب العديد من السكان من أصول لاتينية، مما يعكس تحولًا في التصويت داخل هذه المنطقة التي كانت تعد جزءًا من القاعدة الديمقراطية الصلبة.
الحزب الجمهوري يستقطب الناخبين
وفي تحول لافت، سجلت منطقة برونكس، التي تحتوي على أفقر مناطق الكونغرس في الولايات المتحدة، دخول 65 ألف ناخب جديد إلى صفوف الناخبين الجمهوريين.
صوَّت هؤلاء الناخبون لصالح ترامب، الذي استهدفهم بوعده بمكافحة التضخم والهجرة غير القانونية، كما اعتبر يحيى عبيد أن هذا التصويت يأتي في إطار تحميل الديمقراطيين المسؤولية، حيث أضاف: "لقد أخذوا صوتنا كأمر مسلم به"، في إشارة إلى فقدان الحزب الديمقراطي دعم تلك الفئات.
حققت كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة فوزًا بنسبة 73% فقط في حي برونكس، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنة بنسبة 83% التي حصل عليها جو بايدن في عام 2020، وبينما يشكل الديمقراطيون أكثر من 70% من الناخبين المسجلين في الحي، فإن هذه الانخفاضات في نسبة التصويت تشير إلى تحول في اهتمامات المجتمعات التي كانت تشكل العمود الفقري للحزب، وعزا العديد من الناخبين في المنطقة هذا التغيير إلى تراجع فعالية السياسات الديمقراطية في معالجة القضايا المحلية، مثل البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.
مشكلات صحية واجتماعية مزمنة
في وقت كانت فيه برونكس تعاني من أسوأ سجل صحي في ولاية نيويورك، كان التصويت لصالح ترامب بمثابة رد فعل ضد السياسات الديمقراطية، التي اعتبرها الكثيرون غير فعّالة.
قال رئيس الحزب الجمهوري في برونكس، مايك ريندينيو، وهو رجل إطفاء سابق، إن "في مرحلة ما أدركوا أن السياسات الديمقراطية لم تعد تعمل"، أضاف أن العديد من سكان برونكس قد وصلوا إلى قناعة بأن الوضع لا يمكن أن يصبح أسوأ مما هو عليه، لا سيما في ظل تدهور الخدمات العامة في المنطقة، مثل الرعاية الصحية والأمن.
موقف المهاجرين الإسبان
من جهته، عبر العضو السابق في مجلس الشيوخ ورجل دين، الأب روبن دياز، عن استيائه من سياسات الحزب الديمقراطي، مؤكدًا أن المجتمع الإسباني في برونكس، الذي يعتبر تقليديًا من داعمي الحزب الديمقراطي، بدأ يفضل السياسات الجمهورية.
وقال دياز: "نحن كإسبان لسنا ليبراليين، نحن محافظون"، مشيرًا إلى أن قضايا مثل الهجرة غير الشرعية كانت من أولويات ناخبي المنطقة، وأضاف أن الغضب ازداد بسبب المساعدات التي تقدمها المدينة للمهاجرين، مثل بطاقات الطعام التي تُمنح للعائلات المهاجرة.
إصلاحات سياسات الهجرة
تزايد التأييد لترامب داخل مجتمع الدومينيكان في برونكس، حيث رأى البعض أن سياسات ترامب القاسية بشأن الهجرة غير الشرعية، مثل الترحيل الجماعي، ربما تكون أكثر تأثيرًا على المهاجرين الشرعيين الذين يرون في ذلك حماية لحقوقهم.
وقال رافييلو، الذي جاء إلى أمريكا من جمهورية الدومينيكان في سن المراهقة، إن "المهاجرين الشرعيين هم من يريدون الترحيل الجماعي أكثر من أي شخص آخر".
أخطاء ترامب في برونكس
على الرغم من بعض الهفوات في حملته الانتخابية، مثل تصريحات كوميدي ضد بورتو ريكو أثارت الجدل، فإن ترامب نجح في تعزيز دعم سكان برونكس من خلال استهداف القضايا الثقافية والاقتصادية.
وفي تجمع في مانهاتن، قال ريندينيو، إن "ترامب كان يجب أن يطرد من سمح لهذا الشخص بالتحدث في هذا السياق"، لكنه أضاف أن هذه الحادثة لم تؤثر بشكل كبير على زيادة دعم ترامب في المنطقة.
أوضح عبيد أن الجالية اليمنية في برونكس كانت ترفض اتهام ترامب بالديكتاتورية، وذكر أنه نشأ في بلد يخضع للديكتاتورية، مما جعلهم غير قابلين للتضليل.
وأضاف أنه بدلًا من القلق بشأن تهديد الديمقراطية من ترامب، كان الغضب متجهًا نحو سياسات بايدن، لا سيما في سياق ما اعتبره دعمًا ضمنيًا لـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
وفي رده على فوز ترامب، ألقى عضو الكونغرس الديمقراطي ريتشي توريس اللوم على "اليسار المتطرف"، معتبراً أن الطبقة العاملة "لا تشتري كلامهم".