منتدى الإعلام السوداني يحذّر من استنفار «التجنيد القبلي» لقوات الدعم السريع
منتدى الإعلام السوداني يحذّر من استنفار «التجنيد القبلي» لقوات الدعم السريع
حذر تقرير لمنتدى الإعلام السوداني، من تنفيذ قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان، خلال الأسابيع الماضية، حملات مكثفة لاستنفار المقاتلين في صفوفها على أساس قبلي، مما يضيف مخاوف جديدة عن إطالة أمد النزاع القائم.
حملات استنفار المقاتلين
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "سودان تريبون" اليوم الاثنين، إن قوات الدعم السريع كلفت قادة الإدارة الأهلية للقبائل وزعماء العشائر الموالية لها، بمهمة جلب المقاتلين تمهيدًا لتفويجهم إلى مناطق العمليات في العاصمة الخرطوم والفاشر بشمال دارفور ومناطق السودان الأخرى.
وازدادت حملات استنفار المقاتلين، بعد إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في 9 أكتوبر الماضي، التعبئة العامة وإصدار أوامر لقواته في الأذونات وقوات الاحتياطي بالتبليغ الفوري لوحداتهم العسكرية لتنفيذ ما أسماها بالخطة "ب".
وأخذ الاستنفار في جنوب دارفور، طابعا إثنيا وقبليا وعنصريا، حيث تحدث ناظر قبيلة الترجم محمد يعقوب إبراهيم في منطقة بلبل، عن ضرورة قتال أبناء القبيلة مع الدعم السريع وتدمير الفاشر، وهي طريقة يعتمدها قادة القبائل والعشائر في حشد المقاتلين.
انتهاكات “الدعم السريع”
من ناحية أخرى، بحثت لجنة حكومية سودانية وفريق خبراء تابع لمجلس الأمن الدولي، أمس الأحد، انتهاكات قوات الدعم السريع في إقليم دارفور غربي البلاد.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض، بموجب القرار رقم 1591 الصادر في عام 2005، حظرًا على تزويد الكيانات العاملة في دارفور بالأسلحة والعتاد العسكري، بما في ذلك المساعدة التقنية والتدريب، مع فرض عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول لمن يخالف القرار.
وكلف المجلس لجنة مكونة من 15 عضوًا بمتابعة تنفيذ القرار، حيث تعمل اللجنة وفق نظام العقوبات الذي فُرض في عام 2004 وعُزز لاحقًا بالقرار رقم 1591.
وفي يوم الجمعة، فرض مجلس الأمن عقوبات على قائد عمليات قوات الدعم السريع عثمان محمد حامد “عمليات”، وقائد القوات في غرب دارفور جمعة بارك الله، تتضمن حظر السفر وتجميد الأصول.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.