حكومة السودان تمدد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد أمام المساعدات الإنسانية
حكومة السودان تمدد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد أمام المساعدات الإنسانية
قررت الحكومة السودانية، اليوم الأربعاء، تمديد فتح معبر أدري مع دولة تشاد لتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية، في أعقاب تزايد الضغوط الدولية عليها لإبقاء المنفذ مفتوحا رغم اعتراضات السلطات التي تقول إنه بات معبرا لإدخال السلاح والمساعدات العسكرية واللوجستية لقوات الدعم السريع.
المساعدات لمستحقيها
وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة، اليوم الأربعاء، أوردته صحيفة "سودان تربيون" على موقعها الإلكتروني، أن قرار فتح المعبر جاء "بناءً على توصية الملتقى الثاني للاستجابة الإنسانية، وبحضور وكالات الأمم المتحدة والوكالات الأخرى الوطنية والدولية"، مؤكدا أن حكومة السودان قررت تمديد فتح معبر أدري الحدودي لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
وأكد البيان استمرار التعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والجهات الأخرى العاملة في الحقل الإنساني.
وأصدرت السلطات، في منتصف أغسطس الماضي، قرارًا بفتح المعبر، الذي يقع على الحدود الغربية لولاية غرب دارفور مع تشاد، لتمكين شاحنات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى دارفور لمدة 3 أشهر، تنتهي في 15 نوفمبر الجاري.
وجاء القرار في ذلك الحين استجابةً للضغوط التي تعرضت لها الحكومة من الأمم المتحدة وبعض الدول.
اشتراطات ومبادئ عامة
وكان مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، تحدث أمس الثلاثاء عن رصد دخول معدات عسكرية لقوات الدعم السريع عبر معبر أدري، معلنا وضع اشتراطات ومبادئ عامة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر المنفذ البري.
وطالب وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، في أكتوبر، بإغلاق المعبر بعد أن أفاد بأنه تحول إلى ممر رئيسي لدعم قوات الدعم السريع.
النزاع وتأثيره على المدنيين
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، تسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، مع تصاعد اتهامات ضد الطرفين بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين.
تصعيد جديد إثر انشقاق قيادي
شهدت ولاية الجزيرة تصعيداً ملحوظاً في هجمات الدعم السريع عقب انشقاق أحد قادة القوات وانضمامه إلى الجيش، حيث أسفر هجوم في أواخر أكتوبر عن مقتل 124 شخصاً وإصابة 200 آخرين، وأثارت هذه الأعمال إدانات دولية وحقوقية شديدة، وأشارت الأمم المتحدة إلى وقوع "جرائم فظيعة" بحق المدنيين.
غياب حلّ للنزاع ومفاوضات متعثرة
رغم جولات التفاوض في جدة التي اتفق خلالها الطرفان على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، لم يُحرز أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد ويفتح المجال لمزيد من التصعيد دون حلول تلوح في الأفق.