اليوم العالمي للتسامح.. دعوات عربية لإنهاء العنف وبناء مجتمعات متماسكة

اليوم العالمي للتسامح.. دعوات عربية لإنهاء العنف وبناء مجتمعات متماسكة
اليوم العالمي للتسامح

يصادف السادس عشر من نوفمبر اليوم العالمي للتسامح حيث كان الدافع وراء هذه الفكرة هو الحاجة المتزايدة إلى التأكد من وعي البشر بالسلبيات الناجمة عن التعصب والتأكيد على قيمة التسامح كمبدأ أساسي لبناء مجتمعات سلمية وشاملة.

تم إعلان هذا اليوم في عام 1995 لتشجيع الحوار والتعاون العالميين لمكافحة التعصب والتمييز والعنف وأكد هذا الإعلان أن التسامح ليس مجرد واجب أخلاقي بل هو متطلب قانوني وسياسي من أجل السلام والوئام الاجتماعي.

وعلاوة على ذلك، تمت صياغة إعلان المبادئ بشأن التسامح في نفس العام من قبل اليونسكو في 16 نوفمبر وقررت الأمم المتحدة تكريم الذكرى السنوية الـ 125 لميلاد المهاتما غاندي في ذلك العام من خلال إطلاق الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في عام 1995.

مخاطر التعصب وتعزيز التفاهم المتبادل

وكما يوحي الاسم، فإن اليوم العالمي للتسامح يهدف إلى خلق الوعي العام حول مخاطر التعصب وتعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والأديان والجنسيات.

وتفاعلت العديد من الهيئات والمنظمات العربية مع هذا اليوم حيث دعا مجلس حكماء المسلمين، برئاسة الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قادة العالم وشعوبه إلى ضرورة العمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك، ونبذ كافة أشكال العنف والصراعات التي تقوِّض أسس المجتمعات وتستنزف مواردها، مهددة بتدمير حاضرها ومستقبل الأجيال القادمة، مؤكدًا أن التسامح ليس مجرد اختيار، بل هو السبيل الأوحد للخروج من دوامة الحروب والصراعات التي تعصف بمناطق شتى حول العالم، وهو المفتاح لإنهاء المآسي المتواصلة التي يرزح تحت وطأتها الأبرياء، وينوء بها كاهل الفقراء والمحتاجين والضعفاء والمهمشين.

القيم الإسلامية والإنسانية

بينما قال رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إن قيمة التسامح من أهمّ القيم الإسلامية والإنسانية؛ لكونها حاجةً فطرية؛ فالإنسان المتسامح يعيش حياة نبيلة راقية، بخلاف غير المتسامح فإنه يعيش حياة الشقاء، وكذلك المجتمع القائم على التسامح، مجتمع متآلف متماسك قوي؛ لذلك يجب على المسلم أن تتحقق فيه صفة التسامح، خصوصًا عندما يخالط المجتمعات، فالتسامح مطلب ديني وإنساني يساعد على التعايش في مختلف البيئات.

بناء السلام والتنمية المستدامة 

من جهتها أكدت جامعة الدول العربية أن التسامح لا يعني مجرد التغاضي عن الأفعال السلبية بل يجب أن يكون مساراً نحو بناء السلام والتنمية المستدامة، فاحترام حقوق الإنسان والمساواة بين جميع الأفراد هو الأساس الذي يمكن أن يُبنى عليه السلام.

الحروب والنزاعات

وقالت "اليوم الدولي للتسامح يأتي هذا العام في ظل زيادة التوترات السياسية والتطرف في بعض المناطق، على رأسها النزاع المستمر في الشرق الأوسط، والذي يشهد الفتك والتهجير القسري لأهالي غزة مع توسع النزاع إلى دولة لبنان كما يشهد العالم أزمة اللاجئين في أوروبا، والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من مواطن التطرف والتعصب والنزاع في بقاع العالم المختلفة".

مواجهة الكراهية والعنصرية

فيما أكد محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، خاصة في هذه الأوقات التي تنتشر فيها الصراعات والنزاعات حول العالم، مشددًا على أن العالم بات في حاجة شديدة إلى ترسيخ ثقافة التسامح لمواجهة خطاب الكراهية والعنصرية الذي يؤجج هذه الصراعات ويُطيل من أمدها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية