قبيل قمة مجموعة العشرين.. الرئيس البرازيلي ينتقد «النيوليبرالية»
قبيل قمة مجموعة العشرين.. الرئيس البرازيلي ينتقد «النيوليبرالية»
وجّه الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، انتقادات حادة للسياسات النيوليبرالية، قبل ساعات من انعقاد قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها بلاده في مدينة ريو دي جانيرو.
تأتي هذه الانتقادات أمس السبت، في ختام منتدى تمهيدي للقمة شاركت فيه منظمات غير حكومية ومجموعات تمثل الأقليات ونشطاء معنيون بحماية المناخ، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقال الرئيس اليساري، لولا دا سيلفا: “لقد أدت النيوليبرالية إلى تفاقم حالة عدم المساواة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها الديمقراطيات في الوقت الحالي”.
جاءت هذه التصريحات في سياق تحضيراته لاستضافة قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الصيني شي جينبينغ، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
تُعقد القمة على مدار يومين وتهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي ومناقشة قضايا عالمية ملحة مثل محاربة الجوع وفرض ضرائب على الأثرياء، كما يدعو لولا إلى إصلاح منظومة الأمم المتحدة لجعل عملية اتخاذ القرار أكثر شمولية.
التفاعل مع الشارع
أكد الرئيس البرازيلي خلال كلمته في المنتدى، أن الحكومات بحاجة إلى تضييق الفجوة بين ما تريده الأسواق وما يطالب به الشارع.
وقال: “للوصول إلى قلوب المواطنين، تحتاج الحكومات إلى سد فجوة تزداد اتساعًا بين صوت الأسواق وصوت الشوارع”.
من المتوقع أن تجد هذه المواقف صدىً لدى بعض المشاركين في القمة، في حين قد تثير انتقادات من قادة مثل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي تبنّى سياسات اقتصادية جذرية لمواجهة التضخم.
وقد يتخذ قادة آخرون مواقف حذرة في هذا الصدد، لا سيما أولئك الذين يحاولون الاستعداد لاحتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ضعف الزعماء الديمقراطيين
هاجم لولا أيضًا ما وصفه بالضعف السياسي لعدد من قادة الديمقراطيات الذين تراجعت شعبيتهم في ظل تحديات اقتصادية.
وأشار إلى أن بايدن يدخل القمة في وضع سياسي حرج يُشبَّه بوضع “البطة العرجاء”، بينما يعاني ماكرون وشولتس من تآكل قاعدتيهما الشعبيتين.
في المقابل، يُنظر إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ كشخصية قوية داخل مجموعة العشرين، مما يعيد للأذهان هيمنته خلال قمة آبيك الأخيرة في بيرو.
مطالب المجتمع المدني
وطالب الرئيس البرازيلي خلال المنتدى، المنظمات المدنية بمواصلة الضغط على القادة من أجل إحداث تغيير ملموس.
وقال لولا: “إذا لم يتحرك القادة، فعليكم أن تُحدثوا الفارق، اصرخوا واحتجوا وطالبوا. التغيير يأتي عبر الضغط”.
وتلقى لولا قائمة مطالب من المشاركين، مناشدين فيها تعزيز الجهود العالمية لمحاربة الجوع، ودعم الإجراءات الرامية للحد من تغير المناخ، وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية.