«النساء الأكثر تضرراً».. تقرير حقوقي: الفلسطينيون يتعرضون لجريمة إبادة جماعية
«النساء الأكثر تضرراً».. تقرير حقوقي: الفلسطينيون يتعرضون لجريمة إبادة جماعية
كشف تقرير حديث للمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، عن معاناة النساء في غزة بسبب الحرب المستمرة، التي تمثل جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وأشار التقرير الذي جاء بعنوان "نساء في مواجهة الإبادة.. تحديات الصحة والرعاية للنساء في غزة"، وحصلت "جسور بوست" على نسخة منه، اليوم الأربعاء، إلى أن الحرب الإسرائيلية تسببت في أرقام مروعة تظهر مدى التأثير الكارثي على النساء.
وأشار التقرير إلى استشهاد أكثر من 10 آلاف امرأة جراء الهجمات الإسرائيلية، فيما تشكل النساء والأطفال نحو 70% من إجمالي الضحايا.
وبحسب التقرير، ارتفع عدد الأرامل بشكل غير مسبوق، مع وجود مئات الآلاف من النساء اللاتي أُجبرن على النزوح، فيما تعيش 49 ألف امرأة حامل في ظروف شديدة الخطورة، وتعاني 17 ألف منهن من المجاعة.
وأشار تقرير "شاهد" إلى أن 155 ألف امرأة تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات الطبية الأساسية.
النظافة الشخصية والمخاطر الصحية
وكشف التقرير أن 690 ألف فتاة وامرأة يفتقرن إلى مستلزمات النظافة الشخصية، مما يزيد من احتمالية تفشي الأمراض المعدية، مشيرا إلى أن النساء النازحات تتعرض لهجمات بالصواريخ أثناء محاولاتهن البحث عن مأوى آمن.
ووثق التقرير اعتقال 142 امرأة، بينهن طفلات ورضيعات، في ظروف صعبة وغير إنسانية.
وأشار إلى أن غزة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد النساء اللاتي أصبن بإعاقات دائمة نتيجة استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا.
مخالفة القوانين الدولية
ولفت التقرير إلى أن هذه الجرائم تنتهك بشكل صارخ اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، كما تُحرم النساء من حقوق أساسية يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW).
وأوضح التقرير أن السياسات الإسرائيلية ترقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية وفق المادة السادسة من نظام روما الأساسي.
ودعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، إلى نشر مراقبين دوليين لضمان سلامة النساء، وتوفير ممرات إنسانية آمنة.
تحقيقات عاجلة
وحث التقرير المحكمة الجنائية الدولية على فتح تحقيقات عاجلة بشأن الجرائم المرتكبة، مشددا على ضرورة توفير الإمدادات الطبية والصحية الضرورية لدعم الصحة الإنجابية وخدمات الطوارئ.
وأكد أهمية إطلاق برامج نفسية واجتماعية للناجيات من الحرب، كما أوصى بتكثيف الحملات الإعلامية لحشد التضامن الدولي ضد انتهاكات الاحتلال.
وشدد التقرير على أن النساء في غزة يمثلن إحدى أكثر الفئات تضررًا من الحرب، داعيا إلى تحرك دولي فوري لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق الأساسية.