«بينها حظر الإنترنت».. 4 مشاهد تلخص أزمة الإعلام في أفغانستان
«بينها حظر الإنترنت».. 4 مشاهد تلخص أزمة الإعلام في أفغانستان
منذ استعادة طالبان السلطة في عام 2021، شهد المشهد الإعلامي في أفغانستان تراجعاً كبيراً في تنوعه وحيويته، فحركة طالبان “تسعى بشكل منهجي لتفكيك ركائز الإعلام الحر، وتجري عملية تقليص مستمرة للصحافة المستقلة”.
وذكرت قناة "الحرة" الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أن طالبان أغلقت مئات الصحف والإذاعات، ما أجبر العديد من الصحفيين على مغادرة البلاد، في حين يعاني من تبقى منهم من البطالة والتهميش في ظل ظروف غامضة وغير مستقرة.
وتسعى طالبان، وفقاً لتقارير مستقلة، إلى “تعزيز قبضتها على الحريات الرقمية”، حيث يناقش قادة الحركة إمكانية حظر منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" وغيره من وسائل التواصل، التي يراها البعض تمثل تهديداً لتوجهاتها.
توقعات بحظر الإنترنت
ووفقاً لمصادر من داخل الحركة تحدثوا للقناة يمكن أن تشمل الخطوات القادمة حظراً شاملاً للإنترنت ككل، بذريعة تأثيراته السلبية على الشباب.
يشير هذا إلى أن أكثر من 80% من الأفغان، الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت عبر هواتفهم المحمولة، مهددون بفقدان هذه الخدمة الأساسية، مما يعزلهم عن العالم الخارجي.
وفي العاصمة كابول، أصبح العمل الصحفي أكثر تعقيداً مع فرض طالبان قيوداً صارمة على وسائل الإعلام الخاصة، حيث تُجبر الصحف والقنوات الإعلامية على الالتزام بقواعد فرضتها وزارتا الإعلام والثقافة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويضطر الصحفيون إلى الحصول على إذن مسبق من السلطات قبل نشر أي محتوى إعلامي.
حسين (اسم مستعار)، مدير برامج حوارية في قناة تلفزيونية خاصة، يؤكد أنه وزملاءه مجبرون على ممارسة الرقابة الذاتية بسبب الضغط والخوف من العواقب.
جيش إلكتروني وحرب دعائية
وإلى جانب التضييق على وسائل الإعلام التقليدية، "تدير طالبان جيشاً من الحسابات الإلكترونية الوهمية" على منصات مثل "إكس" (تويتر سابقاً)، بهدف قمع الأصوات المعارضة وخلق انطباع بتأييد سياساتها".
وتنفق الحركة ملايين الدولارات في مجال الدعاية الإلكترونية، وتستخدم هذه المنصات لتحقيق أهدافها السياسية وإقناع المجتمع الدولي بتأييد مواقفها.
في هذا السياق، ذكر ناشط أفغاني فضل عدم نشر اسمه في حديث لقناة الحرة، أنه تعرض للتهديد بالاعتقال من قبل جهاز الاستخبارات التابع لطالبان بسبب نشاطه الإعلامي.
الوضع الإعلامي في قندهار
في قندهار، عاصمة طالبان الروحية، تبدو الصورة أكثر قتامة، هنا ينعزل زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده عن الأنظار، متجنباً الظهور الإعلامي.
بحسب المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، فإن عزلة الزعيم تعود إلى معتقداته الدينية التي تؤثر بشكل كبير على النشاط الإعلامي في المحافظة.
وفي تلك المناطق، تحول التلفزيون إلى "مذياع" خالٍ من الصورة، حيث يُمنع نشر صور الاجتماعات والفعاليات المحلية.
تدهور وضع الصحفيات
تأثرت النساء العاملات في الإعلام بشكل خاص تحت حكم طالبان، فقد أُغلقت العديد من وسائل الإعلام التي كانت تشغلها الصحفيات، في حين فرضت قيوداً متزايدة عليهن، بداية من تغطية الرأس وصولاً إلى منعهن من العمل في الإعلام.
نيازي، صحفية أفغانية، تقول إن القيود المفروضة على المرأة وصلت إلى حد اعتبار "صوت المرأة عورة"، ما دفعها إلى التخلي عن عملها الإعلامي تماماً.
دعم الإعلام الأفغاني
من جانبها، نددت منظمات حقوق الإنسان بتضييق طالبان على حرية الصحافة، في حين تدعي الحركة أن هذه الإجراءات تهدف لحماية الثقافة والدين الأفغاني.
وحذّر المدير التنفيذي لجمعية الصحفيين المستقلين في أفغانستان، حجة الله مجددي، من أن إغلاق وسائل الإعلام وفقدان أكثر من 7 آلاف وظيفة صحفية يشكل "كارثة" لحرية الصحافة في البلاد.
وأشار مجددي إلى أن استمرار هذه الإجراءات دون تدخل من المؤسسات الدولية أو الحكومة قد يؤدي إلى انهيار كامل لقطاع الإعلام في أفغانستان.
ويرى الحقوقيون أن الحريات الإعلامية في أفغانستان تحت حكم طالبان تبدو في خطر حقيقي، حيث تتعرض الصحافة والإعلام إلى تقييد متزايد من خلال الرقابة المباشرة والتضييق على حرية التعبير، مع تهديدات مستمرة للحريات الرقمية والحقوق الشخصية.