الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يناقش التحولات المتسارعة في صناعة المحتوى

ناقش مسؤولون إعلاميون في اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، المنعقد في أبوظبي، التحولات المتسارعة التي تشهدها صناعة الإعلام، مسلطين الضوء على تغيّر أنماط استهلاك الجمهور للمحتوى.

وأكد المشاركون وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام" اليوم الأربعاء، أن هذه التغيرات تفرض إعادة صياغة سياسات التحرير والإنتاج الإعلامي لمواكبة اهتمامات الجمهور المتجددة.

مستقبل الإعلام

تحدث محمد الحمادي، رئيس تحرير "جسور بوست"، عن الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في مستقبل الإعلام، مشدداً على ضرورة تبني المؤسسات الإعلامية لهذه التقنيات لضمان مكانتها في الصدارة.

وأشار الحمادي إلى أن الجمهور أصبح أكثر انتقائية في استهلاك المحتوى، ما يتطلب تطوير محتوى قادر على المنافسة مع الحفاظ على المصداقية والموضوعية.

وناقش الحمادي التأثير المتزايد لـ"الترند" في المشهد الرقمي، موضحاً أن الاعتماد المفرط عليه لتحقيق الانتشار قد يؤدي إلى التضحية بالقيمة الثقافية والمهنية، ما يستدعي توخي الحذر في استخدامه لتحقيق التوازن بين الانتشار والمصداقية.

تحديات التنوع والسطحية

أوضح سليمان الهتلان، مؤسس "الهتلان ميديا"، أن الجمهور الحالي متنوع بين الباحثين عن المعرفة، والباحثين عن الشهرة أو الترفيه، ما يضع المؤسسات الإعلامية أمام تحدي تقديم محتوى يوازن بين الجاذبية والعمق، وأشار إلى خطورة التركيز على الأرقام والمشاهدات فقط، مؤكداً أن قضايا الهوية والقيم يجب أن تبقى في صلب العمل الإعلامي لتفادي التأثير السلبي على الأجيال القادمة.

من جانبها، أكدت نايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة النهار الإعلامية، أن بقاء المؤسسات الإعلامية في صدارة المشهد يعتمد على مرونتها وقدرتها على التكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشددة على ضرورة التوازن بين تقديم محتوى جذاب والحفاظ على المهنية والمصداقية، مشيرة إلى أن غياب التطور يعني فقدان القدرة على الاستمرار.

الكونغرس العالمي للإعلام 2024

انطلقت الثلاثاء، فعاليات النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، في مركز “أدنيك” أبوظبي وتستمر ثلاثة أيام، بمشاركة قادة وخبراء ورواد قطاع الإعلام من حول العالم، لمناقشة أحدث الاتجاهات والفرص التي يقدمها قطاع الإعلام على المستويات كافة.

ويسلط الكونغرس، الذي تنظمه مجموعة أدنيك بشراكة مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، الضوء على خريطة طريق صناعة محتوى إعلامي مبتكر وأهمية بناء اقتصاد إعلامي متنوع ومستدام، ويستهدف تعزيز التعاون الدولي في قطاع الإعلام، وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في تطويره، إضافة إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في صناعة الإعلام، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.