مدير شركة «مينا تك»: الذكاء الاصطناعي يهدد مصداقية الإعلام والحقوق الشخصية

مدير شركة «مينا تك»: الذكاء الاصطناعي يهدد مصداقية الإعلام والحقوق الشخصية
علي وديع حسن، مدير شركة "مينا تك"

أكد علي وديع حسن، شركة "مينا تك"، أكبر منصة عالمية متخصصة في التكنولوجيا في المنطقة العربية، أن التحولات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تقلب موازين الصحافة والإعلام في العالم العربي، وتؤثر بشكل كبير على الحقوق الشخصية وحرية المعلومات.

وأوضح حسن، في تصريحات له على هامش الكونغرس العالمي للإعلام 2024، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية شهدنا تسارعًا غير مسبوق في تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب تواصلاً مستمرًا بين الشركات والهيئات الإعلامية للتمكن من مواكبة هذا التغيير الهائل. 

وتابع حسن أن هذه التقنيات الحديثة أصبحت تُستخدم في العديد من المجالات الإعلامية، مثل توليد الأخبار، التي يمكن أن تُستخدم لنشر معلومات مغلوطة، وهو ما يهدد مصداقية الإعلام بشكل عام. 

وأشار إلى أن هذه التقنيات تمكّن الأطراف الخبيثة من نشر أخبار زائفة بسرعة، مثلما حدث مع أكثر من 150 موقعًا تم حذفها من قبل "غوغل" لقيامها بنشر محتوى مزيف.

الصحافة في المستقبل

وأضاف أن الفكرة الرئيسية التي ستحدد مصير الصحافة في المستقبل هي “المصداقية”، فقد أصبحت منصات الإعلام التي لا تتمتع بسمعة قوية أو مصداقية سابقة أكثر عرضة للتراجع، إذ سيُنظر إليها على أنها غير موثوقة، وهذا ما يزيد من أهمية تواصل الصحف ووسائل الإعلام مع شركائها من الشركات والأطراف المعنية لضمان التوثيق والتحقق من الأخبار والمعلومات.

وفي ما يتعلق بمستقبل الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي، أشار حسن إلى أنه رغم التحديات التي قد تطرأ في المستقبل، فإن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا أساسيًا من العمل الصحفي، إذ يتوقع أن يتم تبني هذه التقنيات في الصحافة العربية بنسبة تتجاوز 50% في المستقبل القريب، ومع ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة يحتاج إلى تخصص أكبر في بعض المجالات مثل القانون والصحافة نفسها.

وفي ما يتعلق بالخصوصية وحماية بيانات المستخدمين، أكد حسن أن غياب الضوابط العالمية على استخدام الذكاء الاصطناعي يثير قلقًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن معظم مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي لا يملكون وعيًا كافيًا حول كيفية استخدام بياناتهم الشخصية. 

تسريب البيانات

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تسريب البيانات لجهات غير موثوقة، مما يضع الشركات والأفراد أمام خطر كبير، وأكد أن الشركات الكبرى بدأت في استخدام حلول متقدمة لحماية البيانات الشخصية، وهو ما يتطلب تشريعات قوية لحماية المعلومات الحساسة.

وأشار حسن إلى أن إحدى المخاطر الرئيسية للذكاء الاصطناعي تكمن في قدرة هذه التقنية على إنتاج معلومات مغلوطة تبدو مقنعة لكنها غير دقيقة، وهو ما قد يؤدي إلى تزايد انتشار الأخبار المضللة. 

وأكد أنه يجب على الإعلاميين ووسائل الإعلام توخي الحذر عند التعامل مع هذه التقنيات، فالمحتوى الذي يتم توليده آليًا قد يكون خاليًا من الحقائق أو غير دقيق.

وأشار حسن إلى أن المستقبل يحمل الكثير من التحديات في مجال الإعلام والتكنولوجيا، وأنه من الضروري أن تبدأ المؤسسات الإعلامية والحكومات بوضع استراتيجيات فعّالة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية وحقوق الأفراد في هذا المجال.

الكونغرس العالمي للإعلام 2024

انطلقت النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، الثلاثاء، في مركز “أدنيك” أبوظبي واختتمت الفعاليات الخميس، بمشاركة قادة وخبراء ورواد قطاع الإعلام من حول العالم، الذين ناقشوا أحدث الاتجاهات والفرص التي يقدمها قطاع الإعلام على المستويات كافة.

وسلط الكونغرس العالمي للإعلام، الذي نظمته مجموعة أدنيك بشراكة مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، الضوء على خريطة طريق صناعة محتوى إعلامي مبتكر وأهمية بناء اقتصاد إعلامي متنوع ومستدام، واستهدف تعزيز التعاون الدولي في قطاع الإعلام، وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في تطويره، إضافة إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في صناعة الإعلام، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.


 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية